السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري ١٥ سنة، طالبة في المرحلة الثانوية، في الصف الأول ثانوي، في العام الماضي تعرضت لمشكلة أثرت على حياتي بشكل جذري.
كنت أتحدث مع ابن عمي في برنامج الماسنجر، ونحن عائلة متدينة وتخاف الله، كنت أتكلم معه يوميا، وبعد أسبوع أخبرته بأن حديثنا معا من المحرمات، وأنه أجنبي وليس من محارمي، ولا يجوز ذلك، فرد علي وقال: حسنا.
في اليوم التالي أرسل لي رسالة يقول فيها بأنه قرأ عن الموضوع، ووجد بأنه حلال، بشرط أن نتحدث باحترام، وافقت على ذلك، وبعد مدة علمت أختي وأخبرت أخي الكبير، وأخي يدرس خارج المملكة، تكلم مع ابن عمي بالأمر وانقطعت العلاقة.
بعد يومين علمت بأن أخي يعلم بكل شيء عن الأمر، صدمت وكنت في أتعس لحظات حياتي.
بعد هذا الموقف وبين فترة وأخرى تأتيني حالات أشعر بها أنني منبوذة ممن حولي، وثقتي معدومة، وأخاف من كلام الناس، ومن حديث الناس معي، وتأتيني حالات أكره نفسي بها، وأريد العزلة، تغير أسلوبي مع جميع معارفي حتى عائلتي، فما الحل -بارك الله فيكم-؟ أرجو الرد.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، سائلا الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك الحكمة والهدى والصواب والتوبة والرشاد.
الواجب عليك -حفظك الله ووفقك- أن تحمدي الله تعالى على أن رزقك أسرة طيبة، حيث قامت أختك بما يلزم من منعك من التواصل المحرم مع الشاب المذكور، وذلك بتنبيه أخيك الأكبر، والذي قام بواجبه الأخوي والديني والأخلاقي مشكورا، حيث لا يخفى أن تواصل الفتاة مع شاب أجنبي وإن كان بريئا أول الأمر، قد يتوسع إلى عدم الانضباط بالقيود الشرعية، ويفضي إلى الوقوع في المحرم و-العياذ بالله-, لا سيما مع صغر سنك وتجربتك، وعدم اطلاع أسرتك، وضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى الكثير من الشباب المتجرئين على حدود الله ومحارمه, وهو أمر نعايشه في الواقع والفتاوى الاجتماعية.
قال تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}, وقال الشاعر: "نظرة فابتسامة فسلام ** فكلام فموعد فلقاء".
أوصيك بالاستغفار، والتوبة، وحسن الظن بالله تعالى، وتعزيز الثقة بالنفس، وتغليب العقل على العاطفة في تجاوز الشعور بالصدمة وكراهية النفس، أو الحرص على العزلة, حيث يلزم بقاء الأمر سرا وعدم كشفه للناس, والواجب عليك شكر الأسرة الطيبة والناصحة العاقلة, والفرح بتوفيق الله لك على أن خلصك من المعصية وعواقبها السيئة, واعلمي أن الأيام كفيلة بتجاوزك لهذه المشاعر السلبية، والاستفادة من عبر ودروس الواقع.
أنصحك بصدد تنمية الإيمان والشعور بالراحة والاطمئنان ودفع وساوس النفس والهوى والشيطان, بلزوم الصحبة الطيبة، وقراءة القرآن، ولزوم الذكر، وطلب العلم النافع، والعمل الصالح، والبعد عن أسباب غضب الله تعالى وعقابه، بالتخلص والتجنب للوسائل والأجهزة المؤدية إليها.
الحرص على لزوم الاستغفار والأذكار والطاعات والاستفادة من الفراغ فيما يعود عليك بالفائدة في دينك ودنياك, وتأملي قول الله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}، وقوله سبحانه: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}, وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وأتبع الحسنة السيئة تمحها..).
اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء أن يمن عليك بالصبر والثبات والعفو والعفة والعافية، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، ويرزقك الزوج الصالح والنجاح والسعادة في دنياك وآخرتك.
أسأل الله أن يحقق لك ذلك, والله الموفق والمستعان.