السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب عمري 22 سنة، أعاني منذ فترة طويلة من قلق وتوتر نفسي واكتئاب وتقلب في المزاج وأرق، وفقدان الرغبة في كل شيء، وخوف غير مبرر، وضيق في التنفس وخفقان في القلب، وعدم الثقة في النفس.
كنت أعاني من تشوه خلقي في الصغر سبب لي الإحراج بين الناس الذين كانوا يسخرون مني، وكانت تنتابني حالة من التوتر والعصبية والخجل، وكنت أكره الذهاب إلى المدرسة، وكنت أعاني من شرود ذهني، وضعف حاد في التركيز، مما سبب لي الفشل في الدراسة ولم أكمل التعليم الجامعي، وكانت أبسط المواقف تؤثر على نفسيتي.
رغم كل ما سبق لم أستسلم لعقلي أو للعامل النفسي، وكنت أشحن نفسي بالثقة والطاقة، وأحاول أن أضع لنفسي الأهداف وأحقق السعادة، لكن سرعان ما يتلاشى كل ذلك، وأكره حتى العمل الذي كنت أقوم به، وأكره كل من حولي، وأصبح عدوانيا، وأختلق لنفسي المبررات للهروب، وبعدها ألوم نفسي على ذلك، ثم تتكرر محاولات البناء في ذاتي، وأيضا أعود للتراجع، وهكذا، لدرجة لم أعد أثق في قراراتي.
في السنوات الأخيرة فكرت في العلاج النفسي، فأنا إلى الآن لا أعرف ما هي حالتي، أتمنى منكم إفادتي في الموضوع، فهل ينفعني العلاج الدوائي؟ علما أني بحثت في الإنترنت، ووجدت عشبة تسمي St. John's wort فهل تفيدني؟ لأني لا أرغب في تناول الأدوية الكيميائية، وأيضا دواء GABA، هل يمكنني استخدامهما معا؟ سمعت أن St. John's wort يتفاعل مع الأدوية، وما هي الجرعة المناسبة لكل منهما؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ emad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله أنك قاومت ولم تستسلم للإعاقة الجسدية التي تعاني منها، والأعراض النفسية الأخرى التي تعاني منها لم تستسلم لها، وقاومت، وهذا شيء إيجابي، ويمكن البناء عليه.
وما تعاني منه – أخي الكريم – أعراض في مجملها هي أعراض قلق وتوتر، وبعض الأمور الشخصية التي تعاني منها، وقد يكون أفيد علاج لك في حالتك هو العلاج النفسي، من خلال جلسات نفسية، لتدعيم الذات، ولتعلم الاسترخاء، وللتخلص من القلق والتوتر، وهذا يتأتى من خلال جلسات مع معالج نفسي منتظمة.
أما بخصوص عشبة القديس جون، فطبعا هو دواء عشبي، ويقال أنه يعالج حالات الاكتئاب البسيطة، ولا يعالج حالات الاكتئاب المتوسطة، وطبعا هذا بالتجربة، ولكن لم يخضع هذا الدواء لدراسات علمية مثل بقية الأدوية.
أما (جابا) – ولعلك تقصد (جابنتين) فهو في المقام الأول علاج للصرع، ولكنه وجد أنه مفيد في الآلام وفي بعض التوتر والقلق، ولكن في الفترة الأخيرة – أخي الكريم – ظهرت حالات كثيرة لإدمان هذا الدواء وسوء استخدامه، ولذلك لا أنصح به، أنصحك بالعلاج النفسي في المقام الأول، وإذا أردت أن تستخدم معه عشبة القديس جون فلا بأس ولا ضرر، ولكن العلاج النفسي أفيد، وقد تحتاج إلى أدوية نفسية أخرى غير الـ (جابنتين)، وكل هذا يتم عن طريق الإشراف الطبي النفسي – أخي الكريم – الأفضل أن يتم كل هذا تحت إشراف ومراجعة طبيب نفسي، سواء كان علاجا نفسيا أو علاجا دوائيا.
وفقك الله وسدد خطاك.