خطبت فتاة وأخبرتني أنها لا تبادلني الشعور.

0 138

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 25 أعجبتني فتاة فتعلقت بها وأحببتها كثيرا، اتصلت بوالدتها قالت لي بعض الشروط في الزواج، وافقت واتصلت بأخيها ووافق، ثم تكلم الابن مع الأب فقال له: إن ابنته لم تكمل الدراسة الجامعية بعد، وهي 21 سنة، فتكلمت مع الفتاة فقلت لها سأنتظر.

نحن نتواصل لمدة سنة، ومنذ البداية أنا تعلقت بها أكثر، لكن في الأسبوع الأخير قالت لي بصريح العبارة: إني إنسان طيب ولا ينقصني شيء، لكنها لا توجد لديها مشاعر تجاهي، وأفعالها تقول عكس ذلك، فهي تغار علي وتتصل بي، وتتكلم معي، ونتحدث عن الزواج، وتفكر كيف يكون شكل البيت، ومشاريعنا المستقبلية، حتى صديقاتها لما أخبرتهن بالأمر اندهشن، ولم يصدقن ما كن يرينه بأعينهن مع كلامها!

أنا أحبها جدا، ولا أريد التخلي عنها، فهل يذهب هذا البرود العاطفي بعد الزواج أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ tiaret حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أخي الفاضل – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، سائلا الله تعالى أن يجعل لنا ولك من أمرنا رشدا ومرفقا وفرجا ومخرجا، ويختار لنا ما فيه الخير، ويرزقنا سعادة الدنيا والآخرة.

لا شك أنك ومن خلال اتصالك بخطيبتك لمدة سنة أدرى من غيرك بمدى مصداقية وصحة نسبة خطيبتك (البرود العاطفي) إليها، ومدى ما تكنه لك من إعجاب وحرص على الاقتران بك، وتحليها بالمشاعر والعواطف الطبيعية لدى النساء، فربما كانت دعواها بنسبة البرود العاطفي إلى نفسها غير مقصودة الحقيقة والمعنى، أو لكونها مضطربة ومشوشة المشاعر؛ كونها وإن أظهرت الحماس في الزواج منك والغيرة عليك فقد يضعف جانب التعلق العاطفي بك ذلك لكونها أجنبية عنك، أوتداخلها مشاعر الحياء منك ونحو ذلك من الأسباب، وقد تتجاوز بعض النساء بعد الزواج هذا الجانب السلبي لما تضفي عليه العشرة الزوجية من سكن نفسي ومودة ومحبة ورحمة.

لذا ينبغي منك التثبت والتأكد من حقيقة مقصودها بالأسلوب المناسب الحكيم والهادئ والمتزن، والذي أنصح به تكليف امرأة عاقلة ناصحة لسؤالها عن حقيقة مشاعرها تجاهك ورغبتها في الزواج منك.

إن ثبت لديك أن تعبيرها لا يدل عليه واقع مشاعرها وتعايشها معك، فالواجب التسامح والتغافل عن كلامها، وأما إن ثبت لديك أنها جافة المشاعر وباردة العواطف والأحاسيس كما هو حال وطبيعة بعض النساء، فلا شك أنك أعلم وأدرى من غيرك بمدى اهتمامك بتوفر الجوانب العاطفية لدى زوجة المستقبل، ولا يخفاك أن كثيرا من الأزواج ساءت علاقتهم الزوجية بسبب ما يشكونه من أزواجهم في هذا الجانب، إلا أن بعضهم لا يعطيه كثير أهمية مادامت تحظى زوجته بحسن الدين والخلق والأمانة والعفة ونحوها.

كما أنصحك -أخي الكريم- أن تحد من التواصل والتحدث مع خطيبتك كونها لا تزال أجنبية، وإن التعمق في التحدث بينكما قد ينجر إلى الدخول في كثير من المحظورات، فأحسن طريقة لك أن تفتح المجال لأختك تتحدث معها أو أمك أو إحدى قراباتك حتى يتم عقد الزواج الشرعي إن كانت من نصيبك وأنت من نصيبها).

وأوصيك بحسن الظن بالله تعالى واللجوء إليه بالدعاء وصلاة الاستخارة، والتحلي بالصبر والحكمة والهدوء، هذا وأسأل الله تعالى أن يفرج همك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويرزقك التوفيق والسداد ويلهمك الصبر والحكمة والهدى والصواب والرشاد.

والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات