السؤال
السلام عليكم
والدتي عمرها - 48 سنة - تعاني من الفصام الوجداني، وقد كانت في نوبة اكتئاب مع كثرة كلام، فكتب لها الطبيب السيركويل 300 مرتين في اليوم لمدة شهر، وتحسنت بشكل كبير جدا، ولكن في آخر ذلك الشهر بدأت تماطل في تناوله، وتتأبى حتى أوقفته لثلاثة أيام.
كانت في اليوم الأول والثاني حسنة وإن كانت في أول يوم زاد نومها، ولكن في اليوم الثالث لم تنم ليلا حتى ظهر ثاني يوم .. ثم كتب لها الطبيب سيركويل 300 مرة واحدة ليلا، وهذا منذ ثلاثة أو أربعة أيام، ولكن الملاحظ أنها فقدت تقريبا 50% من التحسن الذي حدث لها خلال الشهر السابق، وعادت للنوم الطويل معظم ساعات اليوم، وعدم الرغبة في عمل شيء سوى مسك الهاتف لتصفح وسائل التواصل والدردشة، وهذه هي المشكلة.
هل الاستمرار على هذه الجرعة يعيد لها التحسن المفقود؟ وكذلك تكمل مسيرة العلاج -حيث إن أفكارها وآراءها أحيانا تبدو غير سليمة، وقد كان الطبيب أخبرني أن هذا سيتحسن مع الوقت، لكن مع تقليل الجرعة، فهل سيحدث هذا؟ وتقريبا ما الوقت المتوقع وفي أي مدى؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء، الشرط الأساسي والجوهري لنجاح العلاج في هذه الحالات الذهانية الوجدانية هو الالتزام التام بالجرعة العلاجية، الالتزام بها بكل انضباط والتمسك التام بالدواء قطعا يمنع الانتكاسات أو حتى إن حدثت انتكاسات أثناء تناول العلاج تكون بسيطة جدا، وقصيرة المدى، ونسميها هفوات وليست انتكاسات حقيقية.
الوالدة -يحفظها الله- ما دامت تتردد في تناول الدواء، وهذا هو نهج كثير من المرضى، أرى أنه من الأفضل لها أن تتناول الإبر الشهرية، أو الإبر التي تعطى كل أسبوعين، والآن أثبت بما لا يدع مجال للشك أن عقار رزبيريادون، أو عقار باريبرادول والذي يعطى في شكل إبر يعالج تماما حالات الفصام الوجداني، وحتى بالنسبة للذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الآن نعطيهم إبر الإنفيجا، والذي هو الباريبرادول، وتعطى مرة كل أربعة أسابيع، وهذا الدواء قد أقر تماما لعلاج هذه الحالات، نعم هو مكلف بعض الشيء، لكن الانتكاسات تكلفتها أكبر.
عموما أيها الفاضل الكريم: أرى أهمية مراجعة حالة الوالدة، وأنت محتاج أن تذهب معها للطبيب الذي يقوم بالإشراف عليها، وأعتقد أنه سوف يصل إلى قناعة تامة أن الإبر طويلة المدى ستكون هي الأفضل، وحين أقول الإبر طويلة المدى هذا لا يعني أنها سوف تكون العلاج الوحيد، لا مانع أن تعطى أيضا مثلا جرعة من السيركويل قطعا تكون هي أقل من الجرعة التي تتناولها الآن، والالتزام بالعلاج هو الأساس التام للتحسن كما ذكرت لك، إن استمرت على هذه الجرعة من السيركويل -إن شاء الله تعالى- التحسن سوف يأتي، وهنالك قطعا تأخر في الاستجابة، هذا يعرف تماما أن المرضى الذين يتعرضون لانتكاسات تتأخر استجاباتهم حتى لو تناولوا العلاج بصورة جيدة، وذلك من خلال بعض العمليات الكيميائية التي تحدث على مستوى الموصلات العصبية، هنالك تغيرات تحدث تجعل استجابات الموصلات العصبية أبطء مما هو متوقع.
من الصعب جدا أن نعطي حقيقة وقت متوقع للتحسن، لكن أعتقد أن فترة أربعة إلى ستة أسابيع يمكن أن تكون هي الفترة التقديرية المعقولة.
نسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.