السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إخواني: أنا أصبت منذ مراهقتي -تقريبا من 2009- بنوبات هلع وقت الصلاة بالمسجد النبوي، بشكل مرعب ومخيف، شعرت بالموت قد اقترب، وأن روحي تنتزع، عدت النوبة، ولكن كتمت هذا الشيء بنفسي، ولم أخبر أحدا من شدة الخوف، وأصبحت افكر بالنوبة بشكل متكرر، ولم أعرف ما الذي أصابني! لكن بعد فترة اكتشفت أنه الهلع، من خلال البحث وتطابق الأعراض، ومن بعدها تركت الدراسة ليومي هذا، وأصبحت أخاف أكثر، والنوبة تأتي كلما خرجت من المنزل، ولا أستطيع قيادة سيارتي بعيدا عن المنزل، وأخاف جدا من الإشارات والزحمة، وأخاف من المرتفعات، والنظر مثلا للسماء.
تأتيني أفكار مزعجة ومخيفة، وأنا بعد هذا بصدد العلاج، ولكني متخوف جدا من ناحية الأدوية، لأني بحثت ورأيت أعراضا مخيفة تحدث لمن يستعملها، وسؤالي الآن: هل العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يشفيني -بعد الله- من هذا الاضطراب؟ لأنه أصبح اضطرابا، وليس نوبة فقط.
وفقكم الله، ولا أراكم مكروها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعاني منه هو اضطراب الهلع، وهو يحدث بنفس الأعراض التي ذكرتها، تكرار نوبات الهلع والخوف من حدوث نوبة أخرى والهاجس هذا يشغل بال الشخص، ويكون دائما مشغولا بحدوث نوبة أخرى، وأيضا تعاني من رهاب الخروج من المنزل، وهو أيضا مربوط باضطراب الهلع، يحدث عند الشخص خوفا من أن تحدث له هذه النوبة وهو خارج المنزل، ولا يجد المساعدة اللازمة.
أيضا يسمى اضطراب الهلع مع رهاب الساحة، وإن كان هناك بعض الرهابات الأخرى التي تعاني منها، مثل قيادة السيارة -كما ذكرت- في المرتفعات، ولكنني أراها كلها مرتبطة باضطراب الهلع الذي تعاني منه، والعلاج الآن متيسر، وهناك أدوية فعاله وآمنة، ولا أدري من أين استقيت هذه المعلومات التي تقول إن الأدوية تعمل مشاكل شديدة عند الشخص، نعم هناك بعض الآثار الجانبية ولكن الآن هناك أدوية فعالة وآمنة جدا لاضطراب الهلع، والذي يكون مصحوبا برهاب الساحة، نعم العلاج السلوكي المعرفي مفيد ولكن الأفيد الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي.
أنصحك بتناول دواء سبرالكس مع العلاج السلوكي المعرفي، ويمكنك المتابعة مع طبيب نفسي أو معالج نفسي، حتى تتخلص من هذا المرض أو الاضطراب، وتعيش حياة طبيعية.
وللفائدة راجع هذا الرابط حول علاج الهلع سلوكيا: (278994).
وفقك الله وسدد خطاك.