السؤال
مشكلتي هي مشكلة نفسية، عمري 28 سنة، أعزب، سببها عصبية أبي، وخوفي منه وأنا صغير جدا.
أنا قصير القامة، طولي 162 سم، شكلي صغير السن، أعني الذي يراني يعطيني 18 - 20 سنة، هذه هي أهم مشاكلي، أدى ما سبق إلى ما يأتي:
عدم ثقتي بنفسي، انطوائي مع نفسي بعيدا عن العائلة، لا أجيد الحوارات في العمل، متردد دائما في اتخاذ قرار، وأفكر ألف مرة قبل شراء أي شيء، أميل دائما عند شراء شيء، ويعجبني أن أشتري مثله، ربما لن أجده إذا تلف الأول، عصبي ولكني سريع التسامح لو أحد صالحني، أنا خاطب قريبتي، وأعاملها ليس كأي معاملة خطيبين، أعني لا أخرج أبدا معها خوفا من أنظار الناس لي بسبب شكلي، لا أصدق أني سأكون زوجا، ولا أريد أن أعمل فرحا حتى لا أجد الناس تسخر مني بسبب شكلي وقصري، أعني أحس أن الناس كلها تنظر لي في كل شيء فأعمل حساب ذلك، لا أعرف التحدث مع النساء أبدا أبدا أرتبك، أحب من يعظمني وأكره من يحتقرني، لا يوجد لدي أصدقاء أخرج معهم وكلما تعرفت على أحد تكون معرفة سطحية بمعنى أنه لا ينجذب لي كصديق، أخاف من الله جدا في كل شيء، دائما أقول لخطيبتي أنت لماذا أحببتني؟ لا أعرف فن التعامل مع الناس يعني أتلخبط في كلامي عند الرد في عملي.
أنا خلاف أخي الأكبر مني، عائلتي كلها تحبه يمكن لأن دمه خفيف، طويل شكله كبير، وهذا ما يؤثر علي عندما أرى معاملة عائلتي يحبونه وأنا لا، لا أحب أن أحضر الأفراح والمناسبات، عندما أشاهد التلفاز على مسلسل أو أفراح أو خلافه أتضايق من نفسي وأحس أن ليس لي أي قيمة ويا ليتني مثل هذه الناس حتى أرتاح.
وهناك أمور كثيرة ولكن ما يهمني في ردكم هو كيف أتخلص من معتقداتي وهي:
1- خوفي من نظرات الناس لي.
2- علاقتي بخطيبتي غير المعتادة بين أي خطيبين.
3- الثقة بالنفس والتعامل مع الآخرين.
فما العلاج الله يخليكم ساعدوني؟ ومن الدكتور المناسب لو تطلب الأمر أن أذهب إليه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد أعجبني في رسالتك أيها الأخ الكريم ما ذكرته من أنك تخاف الله، وهذا هو لب الأمر، ومن هنا ل ابد أن تخاف الله في نفسك وتقبل بالكيفية التي خلقك الله عليها.
بكل صدق وأمانة لا أرى أنك تعاني من أي مرض نفسي حقيقي، وكل الذي بك هو تحقيرك لذاتك وتقييمها بصورة سلبية جدا، وصدقني أيها الأخ العزيز أن نظرة الناس لك ليست بهذه السلبية والرقابة المطلقة التي جعلتك تعتقد أن الناس تراقب شكلك وكل حركاتك وسكناتك.
أنت مطالب حقيقة بأن ترفع من شأن نفسك، وتنتقل من تحقير ذاتك إلى تحقير هذه الأفكار السلبية، وكما تعلم الناس تتفاوت في أشكالها وأطوالها وألوانها وقبحها وجمالها، ولكن المهم دائما هو الأصل والجوهر وطيب الخلق والنفس.
أنت محتاج إلى تطوير مهاراتك الاجتماعية، وهذا يتطلب أن تثق بنفسك أولا وبمقدراتك وطاقاتك، ومن الأشياء البسيطة جدا أن تصر على التواصل مع الآخرين، وأن يكون لك دورا إيجابيا حين تتعامل مع الآخرين.
ابدأ بالأشياء البسيطة، كأن تنظر إلى الناس في وجوههم دائما حين التحدث معهم، وأن تكون في الصفوف الأمامية في المجلس، وفي صلاة الجماعة في المسجد خلف الإمام، فهذه من أكبر مطورات المهارات الاجتماعية، وحين تكون ذاهبا إلى مقابلة أناس آخرين أرجو أن تحضر بعض الموضوعات مسبقا للتحدث فيها، وأن لا تكون مستمعا فقط، فمثل هذه التمارين البسيطة بتكرارها والمثابرة عليها ستجد أنك دخلت في طور من أطوار المهارات الاجتماعية أفضل مما كنت عليه، وبالتدريج سوف تنتقل إن شاء الله إلى مراحل أكثر تطورا في هذا التقدم الاجتماعي.
ممارسة الرياضة الجماعية حيث التفاعل مع الآخرين يكون تلقائيا لا إراديا في بعض الأحيان وجد أنه أيضا يساعد في تطور المهارات الاجتماعية.
بالنسبة لخطيبتك أرجو أن تعجل بالزواج، فقربها منك سيجعلك أكثر انفتاحا معها؛ مما ينتج عنه بإذن الله كسر كل الحواجز النفسية.
مثل هذه المخاوف والوساوس وتقليل قيمة الذات تستجيب أيضا للعلاجات الدوائية، حيث يوجد هنالك عقار يعرف باسم (زيروكسات) أرجو أن تبدأ بتناوله بواقع نصف حبة ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى حبة كاملة لمدة ستة أشهر، بعدها تخفضها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم إلى نصف حبة كل يومين لمدة أسبوعين أيضا، هذا الدواء من الأدوية الممتازة والفعالة والسليمة، وستجد فيه خيرا كثيرا بإذن الله، وذلك بجانب الالتزام بالإرشادات النفسية السابقة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.