السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على مجهودكم الجبار في خدمة الناس.
سأحكي حالتي بشكل مختصر، وعسى ألا أطيل عليكم، أنا شاب في مقتبل العقد الثالث من العمر، أعاني من اكتئاب ممزوج بقلق وتوتر وتوهم لأمور سيئة جدا، ولا أستطيع السيطرة على الأفكار السلبية التي تكون من نتاج عقلي، وليس الواقع.
أستخدم الآن عدة أدوية وصفها لي طبيبي وهي 150 ملم من الافيكسور، و 50 ملم من انافرانيل، و 5 ملم من دواء أريبيبرازول، والآن سأكمل الشهر الرابع في استخدام هذه الأدوية، وأشعر بالراحة، ولا أعاني من الوساوس والأفكار السلبية، ولكن بدأت أعاني من أشياء أخرى، وهي على النحو التالي:
أولا: الخمول والكسل.
ثانيا: انعدام الإحساس بالمسؤولية، وعدم تحمل أي مشاكل، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
ثالثا: التعب والإجهاد من أدنى مجهود.
رابعا: لا مبالاة في عواقب الأمور.
خامسا: عدم وجود دافعية للتقدم في الحياة.
سادسا: غياب عن العمل.
سابعا: النوم طوال اليوم.
كما أنني متزوج حديثا، فلم أكمل سوى شهر على الزواج، ولكنني غير سعيد بشأن علاقتي الجنسية مع زوجتي، فأنا أعاني من صعوبة في الانتصاب، وأيضا انعدام القذف وصعوبته بشكل يشق على النفس.
شكرا على سعة صدركم لنا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulrhman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت الآن لا تعاني من الوساوس أو الأفكار السلبية، -والحمد لله- وكل الذي بك هو الشعور الشديد بالإجهاد وافتقاد الدافعية، وكما ذكرت وتفضلت أنك تعاني أيضا من عدم الإحساس بالمسؤولية، ولديك صعوبات جنسية، وأنت حديث الزواج.
أولا: تغيير نمط الحياة سوف يسهل عليك كثيرا من الناحية المزاجية وكذلك من الناحية الدافعية.
أرجو أن تركز على الاستفادة من فترة الصباح، الوقت من صلاة الفجر إلى الساعة السابعة صباحا هو أفضل أوقات اليوم من حيث تحسين الدافعية والإقبال على الحياة، ولماذا هذا الوقت؟ السبب هو أن كل الأبحاث الحديثة أثبتت أن المواد الكيميائية الدماغية الإيجابية تفرز في تلك الفترة الصباحية، ومن قبل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوقت وقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) وقال: (بورك لأمتي في بكورها)، وأهم هذه المواد مادة الاكسيتوكسن والسيروتونين، ويقال حتى مادة الإنكفالين والإندروفين - أو ما يسمى بالأفيونات الداخلية - تفرز في الصباح، فعليك بالتركيز والتركيز المطلق بأن تقوم بأنشطة بعد صلاة الفجر، ولا تنم، ولا تتكاسل، ويمكن أن تمارس شيئا من الرياضة، يمكن أن تقرأ، يمكن أن تقوم ببعض الترتيبات المنزلية مع زوجتك، تذهب إلى العمل. كل هذا مطلوب جدا في حالتك، والتغيير يأتي منك أنت، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ونحن أرشدناك الإرشاد العلمي الصحيح، أن تستفيد من البكور، والبكور فيه بركة، والعلم قد أثبت ذلك.
ثانيا: لا تقبل لنفسك الهوان والضعف، وكن صاحب همة، ازرع في نفسك هذه المبادئ.
ثالثا: عليك بممارسة الرياضة، الرياضة مفيدة جدا، وتجدد الطاقات النفسية والجسدية.
رابعا: لا بد أن تركز على المسؤوليات الاجتماعية، لأن من خلالها يتعلم الإنسان كيف يتحمل المسؤولية. أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تمشي في الجنائز، أن تقدم العزاءات، أن تذهب إلى الأعراس والأفراح، أن تلبي الدعوات ... هذه مشاركات اجتماعية عظيمة جدا تحسن الدافعية عند الإنسان والشعور بالمسؤولية والإيجابية. لا تساوم نفسك أبدا، اتخذ القرار ونفذ في هذا السياق.
احرص على بر والديك، فإن بر الوالدين عظيم النفع للإنسان في الدنيا والآخرة، في يسر حال الإنسان، وفي تفريج الكروب، وفي حسن حياته ومعاشه.
خامسا: الصلاة في وقتها، تفتح لك آفاقا جميلة وكثيرة في الحياة، وأنت الآن متزوج، والزواج فيه الأنس، والمودة، والسكينة، والرحمة. ولا تظهر بمظهر الضعيف أمام زوجتك.
بالنسبة للصعوبات الجنسية: قطعا المشاعر السلبية تساهم في ذلك، كما أني أرى أن الأدوية أيضا قد تكون ساهمت في صعوبة الانتصاب، وأنك تعاني مما يعرف بالقذف الجاف، وهذا سببه الأنفرانيل. ناقش هذا الموضوع مع طبيبك، وأنا أرى أن الأنفرانيل ليس دواء أساسيا بالنسبة لك الآن، الـ (إفيكسور) هو الدواء الأساسي، ويمكن أن يستبدل الأنفرانيل بعقار (ويلبيوترين) والذي يسمى علميا (ببربيون)، فهو محسن للأداء الجنسي، ومضاد للاكتئاب، أو يستبدل بعقار (فالدوكسان) والذي يعرف علميا باسم (أوجومالتين)، فهو دواء يحسن الدافعية، ويزيل الاكتئاب، وليس له صعوبات جنسية سلبية، ومن المهم أن تناقش الموضوع مع طبيبك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.