السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، منذ 6 أشهر تقريبا أصبت بنوبة اكتئاب غير مستمرة، ولكن منذ شهر كانت حالتي سيئة، فكنت أشعر بالحزن والفراغ والوحدة، والتعب والكسل والخمول، وغالبا لا أخرج من البيت إلا للعمل، ولكن الحالة غير مستمرة يوميا، فأحيانا أشعر بتحسن ونشاط.
فكرت في أسباب الاكتئاب، ولا علم ما هي بالضبط؟ ولكن أتوقع أنها الوحدة، وزيادة وزني، مع العلم أن وزني معقول نوعا ما، ولكنني غير مقتنعة أبدا، ولا أحب نفسي بهذا الشكل، وأحاول تخفيف وزني، وأمارس الرياضة، حتى فقدت جزء من وزني، رغم أنني أجد صعوبة في الذهاب للنادي الرياضي.
منذ أسبوعين تقريبا أصابتني شراهة بالأكل، قررت الذهاب لدكتور نفسي، وتم تشخيصي بالاكتئاب، والأفكار الوسواسية، وأخبرني الطبيب أن التفكير بالأكل كثيرا هو فكرة وسواسية، ونصحني بأخذ جلسات نفسية سلوكية، ووصف لي بروزاك 40 مل، وأخبرني بأن الكورس العلاجي يكون لمدة 6 أشهر.
لا أقتنع بأخذ الأدوية النفسية، وأشعر أن حالتي ليست بهذا السوء، وأريد المواظبة على جلسات العلاج السلوكي فقط، فهل هذا يكفي، أم يجب استخدام الدواء؟
مع العلم أني مواظبة على العمل، وأحيانا أذهب للنادي، ولست حزينة دائما، وأغلب الأيام تكون حالتي عادية، لكنني لا أستمتع بشيء، وأفتقد اللذة في ممارسة هواياتي كالقراءة والرسم، فما تشخيصكم لحالتي؟
أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asmaa حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمما لا شك فيه أنه عندك أعراض اكتئاب واضحة، أعراض اكتئاب نفسي واضح، وأحيانا الاكتئاب النفسي قد يأتي بزيادة الأكل وزيادة الوزن، وليس هذا بالضرورة أن يكون أفكارا وسواسية، ولكنه جزء من بعض أعراض الاكتئاب الغير اعتيادي.
الشيء الثاني -يا أختي الكريمة- هو أن الاكتئاب يقسم إلى ثلاثة أنواع، اكتئاب بسيط، اكتئاب متوسط، واكتئاب شديد، أي درجة الاكتئاب تقسم إلى هذه الدرجات الثلاثة، الاكتئاب البسيط يمكن علاجه بالعلاج النفسي فقط، العلاج الاكتئاب المتوسط يمكن علاجه بالعلاج النفسي والعلاج الدوائي، أما الاكتئاب الشديد فلا بد من أن يعالج بالعلاج الدوائي، ولا يجدي معه العلاج النفسي فقط، ولعل اكتئابك يقع بين متوسط وخفيف، ولهذا قد تتحسنين من العلاج السلوكي فقط.
والبروزاك -يا أختي الكريمة- أو الفلوكستين هو من أدوية الاكتئاب من فصيلة الأس أس أر أيز، الآمنة، آثاره الجانبية قليلة وأعتقد أن الطبيب كتبه لك لأنه غير إنه مضادا للاكتئاب يساعد على تقليل الوزن، وأحيانا يستعمل لهذا الغرض فقط، ولعل الدكتور كان يعتقد أن زيادة الوزن قد يسبب لك هاجسا، وأن نقصان الوزن قد يحسن حالتك المزاجية وحالة الاكتئاب، ولهذا قام بكتابة الفلوكستين لك.
الشيء الآخر -يا أختي الكريمة- الأدوية النفسية ليست كلها نفس الشيء، فالأدوية النفسية تختلف من دواء لآخر، من مضادات للذهان، إلى مضادات للاكتئاب إلى مضادات للقلق، إلى مثبتات المزاج، والأدوية النفسية التي قد تسبب الإدمان هي المهدئات ومضادات القلق، وليس مضادات الاكتئاب من فصيلة الأس أس أر أيز، فلعلك تطمئنين على ذلك، ولكن لا غضاضة ولا بأس في أن تجربي علاجا سلوكيا معرفيا، ويجب أن يكون من معالج متمرس وترى إذا تحسن الاكتئاب فيها، وإذا لم يتحسن فلا بد من أخذ العلاج مع الجلسات النفسية.
وفقك الله، وسدد خطاك.