السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، تغيرت حياتي رأسا على عقب منذ وفاة شخص سمعت عنه بنوبة قلبية، وفي تلك الفترة كان لدي آلام في قلبي، ودخل لي الخوف والهلع بأن ستحدث لي سكتة قلبية.
زرت عدة أطباء للقلب، وأكدوا لي بأنني بخير، لكنني بقيت خائفا، ومنذ ذلك الحين وأنا خائف وقلق، وصار لدي الكثير من الأفكار السلبية والوساوس، وهذه الأيام لدي وسواس الجنون، وأحس أنني سأجن في أي لحظة، هل سأجن حقا يا دكتور؟ وهل الأمر خطير؟ وماذا أفعل؟ علما أنني زرت طبيبا وأعطاني دواء depretine 20mg وبدأت في تناوله البارحة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ adam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي يظهر لي أنه لديك قابلية للخوف والقلق والوسوسة، وحين سمعت بوفاة هذا الشخص -عليه رحمة الله- أصبحت متأثرا جدا، وعلى مستوى العقل الباطني أتاك الخوف الشديد من النوبات أو الذبحات القلبية، وأنت في تلك الفترة أصلا كان لديك آلام، كما ذكرت أنها في القلب وتقصد في الصدر، لأن القلب لا يؤلم في حد ذاته إلا في حالات انغلاق الشريان التاجي للقلب، فكل هذا نتج عنه قلق المخاوف الشديد الذي أتاك، وبدأت توسوس حول السكتة القلبية كما ذكرت لك سلفا.
أيها الفاضل الكريم: توكل على الله، واسأل الله تعالى أن يحفظك، وتجاهل هذه الأفكار تماما، الآجال بيد الله تعالى، ولا تكن شخصا هشا، أسعد نفسك في الحياة، كن فعالا، أحسن إدارة وقتك، عش حياة صحية بأن تمارس الرياضة، وأن يكون غذاؤك مرتبا ومنتظما، وأن تحرص على عباداتك وعلى صلة الرحم ومكارم الأخلاق وبر الوالدين، وأن تطور نفسك مهنيا وعلميا، بهذه الكيفية سوف تصرف انتباهك تماما عن هذه المخاوف، وأنصحك أن لا تكثر من التردد على الأطباء، عش الحياة الصحية على الأسس التي ذكرتها لك، و-إن شاء الله تعالى- سوف تحس أنك بخير.
الدواء الذي أعطاه لك الطبيب وهو دبريتيل هذا يسمى علميا باروكستين، وهو أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوساوس، كما أنه محسن للمزاج، الأخ الطبيب -جزاه الله خيرا- أحسن الاختيار، وأفضل طريقة لاستعمال هذا الدواء هو أن تبدأ بنصف حبة وليس حبة كاملة، نصف حبة يوميا لمدة 4 أيام، ثم تجعلها حبة كاملة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أخرين، ثم تتوقف عن تناوله، هذه جرعة صغيرة وهذه الطريقة الأمثل لتناول هذا الدواء في مثل حالتك، لابد أن يكون هنالك تدرج، خاصة عندما تتوقف عن الدواء حتى لا تحدث لك آثار انسحابية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.