السؤال
السلام عليكم
أنا سيدة متزوجة من ابن عمي منذ خمس سنوات، ولدي بنت، وحامل في الشهر الثامن، ونسكن في الأرياف في بيت العائلة، أم زوجي لا تحبني، وتلقي علي الشتائم، ولا تكلمني دون سبب.
أتحمل هذا الوضع من أجل ابنتي وزوجي، لكنني تعبت، وأرغب بالعودة لبيت أهلي، وزوجي يوافق على ذهابي عند أهلي في حال سفره، لكنها تتكلم بإشاعات سيئة عني.
لم أظلمها بشيء، حتى أن أولادها يرون معاملتها لي ولا يستطيعون تغيير شيء، وتأمرني بإرجاع البهائم لبيتهم في المزرعة، وتأخذ مني مبلغ 380 جنيها، وتترك لي 30 جنيه فقط، رغم أن ابنتي في الحضانة، ولديها احتياجات كثيرة، فكيف أتصرف معها؟
أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائلة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:
جزاك الله خيرا على صبرك وتحملك، ولا شك أن الصبر عاقبته حميدة، وأن الظلم سيزول -بإذن الله تعالى- عاجلا أو آجلا، فاحذري أن تستفزك حماتك فتقومي ببعض الحماقات التي قد تجعل حماتك تستغلها، وتظهر نفسها بمظهر المظلومة، فكوني أنت المظلومة، فلا يزال هنالك من يدافع عنك من ملائكة الرحمن.
اجعلي تفاهمك مع زوجك، فالطاعة له، والذي أراه أن تتحيني الأوقات المناسبة للحديث معه حول استقلاليتكم ببيت خاص بكم، فهذا سيخفف عنك كثيرا -بإذن الله تعالى-، وفي فترة غياب زوجك، إن كان قد أذن لك بالبقاء في بيت أهلك فلا بأس بذلك.
لا أدري إن كان زوجك يعلم أن أمه تأخذ مالك الذي تتقاضينه أم لا؟ فإن كان لا يعلم فلا بد أن تخبريه، فهذا حقك أنت، ولا يجوز حتى لزوجك أن يأخذه إلا بإذن منك، وسماحة نفس، ووثقي صلتك بالله تعالى، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة، فذلك من أعظم الأسباب التي ستجلب لك الحياة الطيبة، يقول ربنا -جل وعلا-: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
لا شك أنك في هم كبير، ولكي تزول همومك الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك)، وتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يفرج عنك ما أنت فيه، وأن يوفق زوجك للاستقلال في بيت خاص، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة فذلك من أسباب طمأنينة القلب، كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وأكثري من الدعاء لحماتك، وسلي الله تعالى يلهمها الرشد، ويرزقها العدل وحسن التعامل معك فهذا طبعها، ولعلها شبت وشابت عليه، فمن الصعوبة بمكان تغييرها خاصة إن بلغت من الكبر عتيا، وأحسني إليها وتعاملي معها كما تتعاملين مع والدتك، واقتربي منها أكثر، واستفيدي من خبرتها في الحياة، وليني القول معها، ولتكن نيت ابتغاء وجه الله تعالى، فبعض الحموات تغار من زوجة الولد، كونها تفكر أن هذه الزوجة ستستولي على ابنها الذي حملت به وربته، وما علمت هذه المسكينة أنها تؤذي بذلك ابنها وتدمر حياته.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يغير حياتك إلى الأفضل، وأن يرزقك السعادة إنه سميع مجيب.