أخاف من قيادة السيارة على الجسور والمسار الأيسر

0 107

السؤال

السلام عليكم.

منذ أربع سنوات أو أكثر قليلا وبعد عودتي من إحدى المناسبات وأنا أقود سيارتي صعدت على أحد الكباري، وأتتني حالة صعوبة في بلع الريق، مما أخافني بشدة، وأصبحت أخاف الصعود على الكباري وخاصة لوحدي.

بعدها بفترة انتابني خوف من المسار الأيسر، ومثل الدوخة تأتيني وتجعلني أبقى في المسار الأيمن، بعدها بدأت إذا أقبلت على مخارج كباري أو تقاطعات كبيرة أخاف منها، أصبحت أخاف من القيادة على طرق السفر، أو الجديدة بالنسبة لي.

أرجوكم شخصوا حالتي، وما هي الطريقة السلوكية والدوائية لأستعيد نفسي؟ لأني فقدت لذة القيادة والسفر بالسيارة، ساعدوني أرجوكم لأتجاوز ما بي، ومقدر لكم تجاوبكم.

وأعاني من عدة مشاكل لا أعرف سببها، أولا ومنذ (9) سنوات ذهبت لأقيس الضغط بأحد المستوصفات ووجدته مرتفعا 160/85، ولكن الدكتور -هداه الله وسامحه- تكلم معي بطريقة غريبة، وقال كيف تقود السيارة هكذا؟ احمد ربك أنك لم تصبك جلطة، وكان ذلك في مساء رمضان.

عدت للبيت وبعد السحور نمت، وإذا بي أفزع من النوم أصيح مرعوبا، وأتمسك بزوجتي مما قاله لي الدكتور، ومن بعدها أصبحت أخاف من المستشفيات، وإذا قست الضغط بالمستشفى يرتفع بشدة، وبعدها بدأت أخاف من القيادة وخاصة (فوق الكباري)، وكذلك أخاف من (المسار الأيسر) والطرق الجديدة علي ترعبني.

وتأتيني حالة أخرى وقت الظهيرة فقط إذا أردت أن أنام، وبدأت بالدخول في النوم، شيء يوقظني لا أعلم ما هو، كذلك أثناء عملي كمعلم وفي داخل الفصل تأتيني دوخة تدفعني للجلوس لا أعلم سببها، رغم أني محافظ على دواء الضغط.

أرجوكم -بعد الله- أن تصفوا لي ما يزيل همي، لأني أصبحت ميالا للجلوس بالمنزل كثيرا لشعوري بالراحة، ولا يأتيني شيء من هذه المخاوف، وفقدت لذة القيادة والسفر مما يجري لي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أخي الكريم: أنت تعاني من قلق المخاوف وقد تجسدت مخاوفك في ما ذكرته حول الصعوبات التي وجدتها في قيادة السيارة وتفاصيل ما حدث، وهذه واضحة جدا بالنسبة لنا.

والأعراض التي حدثت لك هي أعراض نفسوجسدية، الدوخة على سبيل المثال هي عرض عضوي، لكن في حالتك ليست ناتجة عن مرض في الجسد إنما هو من الخوف الذي أصابك، والمخاوف -أخي الكريم- ليست ضعفا في الشخصية وليست ضعفا في الإيمان، إنما هي سلوكيات مكتسبة، وأنا دائما أقول للناس أن الإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود لكنه يخاف من القط وهكذا المخاوف.

أخي الكريم: كما تفضلت أنت أصلا لديك شيئا من الاستعداد والقابلية لما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، وحادثة قياس الضغط قبل 9 سنوات تدل على ما أقول، وقطعا ما ذكره لك الطبيب لم يكن أمرا علاجيا جيدا، وأنا لا أقر هذا الأسلوب أبدا، فنعتذر لك -أيها الفاضل الكريم- عما حدث وسبب عذري لأنني أنتمي لقبيلة الأطباء، فمخاوفك مؤسسة، أي أن هنالك مبررات لها، لكن -أخي خالد- قطعا لديك الاستعداد أصلا للقلق، لأن هناك من يمرون بظروف أصعب مما مررت به لكنهم لا يحدث لهم رهاب، لا من قيادة السيارة ولا من خلافه، والفرق بين من يصيبهم ومن لا يصيبهم الرهاب هو الاستعداد، والاستعداد يكون سببه البناء النفسي أو التكوين الجيني عند الإنسان.

عموما الخوف مكتسب وأنت لم تولد به، وما هو مكتسب يمكن أن يفقد تماما عن طريق التعلم المعاكس، أول ما تقوم به يجب أن تحقر هذه الفكرة، ثانيا يجب أن تعرض نفسك لمصدر خوفك، لا تتجنب، اركب السيارة في رفقة صديق واذهب بنفس المسار الذي ذهبت فيه قبل ذلك، وتأمل هذا الصديق ما شاء الله يقود السيارة بكل أريحية، انظر إلى هذه السيارات التي تأتي وتذهب، وهنا تأمل كيف صنعت هذه السيارة، من هؤلاء العلماء الكبار الذين أتوا لنا بهذه النعمة العظيمة، تأمل يا أخي، التأمل يشبعك ذهنيا للتقرب من مصدر خوفك مما يفككه تماما ويؤدي إلى ما يسمى بفك الارتباط الشرطي، الكباري هذه تأمل -أخي الكريم- كيف تم بنائها، هذه النعم العظيمة التي أتتنا، والحق عز وجل سخر للإنسان وعلم الإنسان ما لم يعلم.

فإذا اجعل نفسك في المفهوم الإنساني لأهمية هذه المكتشفات وهذه الإنجازات العظيمة، هذا يقربك تماما لمصدر خوفك، وعليك بالتعرض والتعريض، لا تتجنب إن كنت مع أحد من أصدقاءك هذا أمر جيد، وبعد ذلك حاول أن تركب السيارة لوحدك وهكذا.

أخي: عليك أن تمارس الرياضة، رياضة المشي ممتازة جدا تمتص كل الطاقات النفسية السلبية خاصة طاقة القلق والخوف، وعليك أيضا بتطبيق التمارين الاسترخائية التي أشرنا لها في استشارة إسلام ويب 2136015، وأبشرك يوجد دواء ممتاز يسمى زوالفت واسمه العلمي سيرترالين، أريدك أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين يوميا، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، الدواء رائع وسوف يساعدك كثيرا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات