السؤال
السلام عليكم.
أدخلت مستشفى الأمراض العقلية عنوة في سنة 2014 لأنني كنت أعاني من وسواس، فأصبت بصدمة واكتئاب، وشخصت حالتي بالوسواس، وأعطيت دواء ريسبيردال لمدة عام، بعدها غيرت الطبيبة الدواء إلى ابيليفاي 15 ملغ، ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني من ضعف الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، علما أنه كان لدي انتصاب صباحي جيد، لكنه أصبح ضعيفا، وزرت أطباء ذكورة فقالوا لي إنه بسبب الدواء، وحالتي تسوء وتزيد، قمت بعمل التحاليل اللازمة فكانت جيدة، وكان مستوى التستترون 360.
السؤال هو: هل سينخفض التستسترون بسبب الاكتئاب أو الأدوية، وفي الجزائر لا يوجد عقار فافارين، فهو الدواء الوحيد الذي لا يسبب ضعف الرغبة، فما هو البديل؟ ومتى يمكنني تخفيض الجرعة؟ علما أن حالتي جيدة ولا أعاني إلا من بعض الأفكار من وقت لآخر، وهل يمكنني الزواج على هذه الحالة؟ فأنا يائس؛ لأنني تقدمت لخطبة امرأة لكن بعد مصارحتها رفضت، عذرا على الأسئلة الكثيرة غير المرتبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أول ما أنصحك به هو المتابعة مع طبيبك، وأرجو أن تطرح عليه نفس الأسئلة التي طرحتها علي، لأن طبيبك أقرب إليك، مدرك لحالتك أكثر مني، ومن حقك أن تطلع على تفاصيل حالتك.
أنا أقول لك هذا الكلام لأني أعتقد أنه لديك شكوك ظنانية بارونية اضطهادية أكثر من أن تكون وساوس، ودليلي على ذلك أن عقار (رزبريادال) وكذلك عقار (إبليفاي) لا تعطى لعلاج الوسواس القهري، أي لا تعطى كعلاجات أساسية، إنما تعطى كعلاجات داعمة، وتأكيد التشخيص هو نقطة الانطلاقة الأساسية في العلاج، فأرجو أن تذهب إلى الطبيب وتسأله ما هو تشخيص حالتك على وجه الخصوص، هل هي وسواس قهري؟ أم هي مرض غير ذلك؟ مرض تحدث فيه شكوك وما يسمى بالأفكار الظنانية أو البارونية أو الاضطهادية، هكذا تسمى.
وإن قال لك الطبيب أن الأمر ليس وسواسا قهريا، ففي هذه الحالة يجب أن تقتنع بالأدوية التي وصفت لك، وأنا أقول لك أن الإبليفاي دواء ممتاز، وفاعل، ولا يزيد أبدا الوزن، ولن يضعف الرغبة الجنسية بصورة واضحة، ربما يكون هنالك تأثيرات بسيطة على الرغبة الجنسية، وهذه يمكن للإنسان أن يتخلص منها من خلال التنظيم الغذائي، وممارسة الرياضة، وأن تنام نوما ليليا مبكرا، وهذه تعالج الأمر تماما، وليس هنالك أبدا ما يدعو لتناول هرمونات أو شيء من هذا القبيل.
هنالك دواء بسيط في بعض الأحيان نعطيه مع الإبليفاي أو الرزبريادال يسمى (يوهمبين yohimbine)، هذا الدواء يحسن الرغبة الجنسية، وهو ليس علاجا هرمونيا، لذا السلامة فيه كبيرة جدا، يمكنك أيضا أن تستشير طبيبك حوله.
الإبليفاي والرزبريادون لا تخفض أبدا من مستوى التستوستيرون، وكذلك أدوية الاكتئاب في مجملها سليمة، ولا تؤدي إلى تخفيض التستوستيرون ما عدا في بعض الأحيان بعض الأدوية قد تؤثر سلبا أو تنقص من مستوى التستوستيرون بدرجة بسيطة جدا، وهذا نشاهده لدى بعض الذكور وليس كلهم، وليس للدرجة التي - أي النقص الذي يحدث - تؤثر على الصحة الإنجابية.
بالنسبة لعقار (فافرين): هو فعلا دواء جيد للوسواس القهري، لكن ليس للوساوس الظنانية، ولا أعتقد أنه سيناسب حالتك، بالرغم من تحدثي حول هذا الدواء فيما سبق، وكما ذكرت لك: مراجعة الطبيب واستيضاح الأمور ستكون جيدة بالنسبة لك.
أرجو ألا تخفض الجرعة، لأن جرعة 15 مليجرام ليست كبيرة، أنا أعرف مرضى يتناولون 45 مليجراما يوميا من الإبليفاي، ومن هم على جرعة 30 مليجراما كثر جدا. جرعة 15 مليجرام جرعة جيدة وبسيطة، وهي وقائية.
بالنسبة للزواج: إذا لم تنجح في محاولة فحاول مرة أخرى، وأنا أشكرك أنك قد أوضحت حالتك للمرأة التي تود الزواج منها، هذا مهم جدا، وهذا قمة الأمانة، وأي امرأة تتقدم لها وتريد استفسارا اسمح لها أن تذهب معك إلى الطبيب، أو أحد محارمها يذهب معك ليوضح لهم الطبيب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.