السؤال
السلام عليكم.
شاب، عمري 21 سنة، منذ 3 أيام شعرت بأوجاع خفيفة حرقة بعد البول -أعزكم الله-، وأحس بعدم الراحة وكأنني لم أفرغ المثانة كليا.
اليوم قبل نزول البول نزلت قطرات بيضاء لا أعلم ما هي؟! مع العلم أني كثير التعرض للإثارة الجنسية يوميا تقريبا، ولكنني لا أمارس الاستمناء، وليس لي علاقات جنسية، فأنا أشك في الاحتقان أو التهاب البروستات، فهل هما خطيران؟ ما هو سبب حالتي؟ انصحوني ماذا أفعل؟ هل يوجد دواء؟
أيضا أصبت بالكلاميديا منذ 4 أشهر، وذهبت إلى الطبيب، وأعطاني الأدوية اللازمة والحمد لله، فهل الكلاميديا تسبب العقم؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نقدر لك الشعور بالقلق من شكواك، ولكن نؤكد لك بإمكانية الشفاء التام -بإذن الله-، وبالمناسبة ما تشكو منه يشكل ظاهرة منتشرة بين أوساط كثير من الرجال من فئات عمرية مختلفة ولكن بظروف وتشخيصات مختلفة.
لقد أثار انتباهي شكواك من الحرقة في البول المتبوعة بالشعور بعدم الراحة في منطقة المثانة والإحليل البولي، والشعور بالاحتقان، وخروج مادة بيضاء من الذكر، كل ذلك مع خلفية شكواك من الالتهاب بباكتيريا الكلاميديا في فترة قريبة سابقة، إن التهاب الكلاميديا يعتبر واحدا من الأمراض المنقولة جنسيا، وهي منتشرة في جميع أنحاء العالم، وتصيب الجنسين، ومعنى هذا إنها تنتقل بين الجنسين أو بين أعضاء الجنس الواحد عبر العلاقات الجنسية المحرمة، ويسمى الميكروب المسؤول عن هذا الالتهاب ببكتيريا كلاميديا تراكوماتيس.
ويعتبر علاج هذه الحالة سهلا نسبيا باستخدام النوع المناسب من المضادات الحيوية، ولكن ما هي أعراض الكلاميديا؟ قد يسبب المرض التهابات في الإحليل الذكري مع حمى، أو الألم أو شعور بالحرقان، وقد ينتشر المرض إلى البروستاتا والخصيتين.
وأيضا إلى خارج الجهاز التناسلي إلى الشرج والعينين أو الفم، وعادة ما يسبب المرض أعراضا قليلة لدى الذكور، وأحيانا ما يظهر المرض بشكل خروج إفرازات بيضاء من فتحة البول، والحرقان والألم أو انتفاخات بكيس الصفن، وآلام في الخصيتين، أو أعراض التهابات البروستاتا، وفي أحوال نادرة قد يسبب هذا المرض التهابات مفصلية عند المريض أو حتى حمى وغثيان في بعض الحالات المهملة والمتقدمة.
وكما أسلفت فإن العلاج متوفر وسهل، ولكن في حالة الإهمال أو عدم العلاج السليم فإن لهذا المرض مضاعفات أو آثار سالبة قد تشمل التهابات البربخ الحادة أو المزمنة، والتهابات البروستاتا، وفي أحوال نادرة العقم لدى الذكور، ولا ننسى إمكانية نقلها من المريض للشريك، ويعتبر تأثر السيدات بهذا المرض أشد وطئا من حيث الشدة وصعوبة المضاعفات، ويتم التشخيص عن طريق أخذ مسحات من الإحليل وبعض فحوصات البول.
ولعلي أتخذ هذه السانحة لأقول ناصحا لنفسي ولإخوتي القراء بأن ديننا الإسلامي القويم لم يترك شاردة ولا واردة في حفظ صحتنا الجسدية والإنسانية والروحية إلا وشرعها، فبتحريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية الشرعية يكون قد حمانا من شر الأمراض الخطيرة مثل: الإيدز، والزهري، والأمراض الأخرى مثل السيلان، والكلاميديا والتي قد تنتقل من الأم إلى الجنين بدون ذنب، فليس هناك أفضل من التمسك بتعاليم ديننا الحنيف في العفة والذي يحفظنا ويحفظ مجتمعاتنا، وفي نفس الوقت يتيح لنا مخرجا لأن نشبع غرائزنا الطبيعة في بيئة نظيفة ومريحة وخالية من الشعور بالقلق أو تبكيت الضمير، لا وبل جعل هذه الممارسات في نفسها مصدرا للعبادة، وإرضاء المولى عز وجل.
ولا أحب أن أطيل، ولكن أحب أن أطمئن الأخ السائل بأن حالته قابلة للتشخيص والعلاج -بإذن الله-، مع الملاحظة بانني لا أجزم بأن ما يعانيه هو نتيجة الكلاميديا، ولكن بالذهاب إلى أقرب طبيب متخصص سيجد راحة البال، والعلاج -بإذن الله.