السؤال
السلام عليكم دكتور محمد.
أنا أتناول حبوب بروزاك 20 مل حبة يوميا منذ أربعة أشهر، لكن أعراضها أتعبتني من تعرق اليد والرجل، ولم أستفد منها في علاج الاكتئاب وشعور الخوف وسرعة الانفعال وكراهية الناس والحياة والاجتماعات، وبعض الأحيان يأتيني شعور بالضعف.
سابقا كنت أتناول حبوب بروكسات 10 لمدة 9 سنوات، وتوقفت عنها منذ أربعة أشهر، وسمعت عن وجود علاج للاكتئاب ممتاز ومضاعفاته قليلة، اسمه برنتيلكس، أريد أن أستخدمه، وأبدل علاج البروزاك.
وآسف على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: بالفعل البروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين في بعض الأحيان قد يؤدي إلى بعض الآثار السلبية الجانبية، ويكون ذلك من خلال تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي السمبثاوي، لذا بعض الناس قد يحس بزيادة الانفعالية أو التعرق، وبعض الناس أيضا يصاب بنوع من الملل الحركي، أنا أعتقد أن البروزاك دواء غير مناسب بالنسبة لك، فيمكنك أن تتوقف عنه، خفض الجرعة، اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم توقف عن تناوله، ولن يحدث لك -إن شاء الله تعالى- أي آثار انسحابية.
يمكنك -أخي الكريم- أن تجرب الدواء الذي يسمى بتريلكس واسمه العلمي فورتكستين VORTOXTINE ويمكن أن تستخدمه بجرعة 10 مليجرامات، هو مشاع لهذه الأدوية المعروفة مثل البروزاك والسبرالكس والباروكستين، لكن بعض الناس يرى فيه ميزات إيجابية أكثر، فيمكن -أخي الكريم- أن تجربه، وأسأل الله تعالى أن تجد فيه نفعا، وفترة تجربة الدواء يجب أن لا تكون أقل من 6 أسابيع، كثيرا ما نحكم على الأدوية بالفشل دون أن نعطيها الفرصة التامة ليتم البناء الكيمائي، فالبدائل كثيرة -أخي الكريم-، وأنا حقيقة كنت أرى أن عقار سيرترالين والذي يسمى زوالفت ربما يكون مناسبا معك، لكن دعك تجرب الفورتكستين، إن لم تستفد منه بعد ذلك يمكن أن تنتقل إلى الزوالفت والذي يعرف باسم سيرترالين فهو دواء رائع جدا، لعلاج المخاوف القلقية وتحسين المزاج وفوائد عظيمة جدا وهو مجرب.
أخي الكريم: لا بد أن تعتمد أيضا على الآليات العلاجية غير الدوائية، وأهمها أن تقحم نفسك اجتماعيا، تكون أكثر نشاطا، تكون أكثر تواصلا، تحرص على صلاة الجماعة، تمارس رياضة جماعية، تلبي الدعوات، الأفراح، الأعراس، زيارة المرضى في المستشفيات، صلة الرحم، المشي في الجنائز هذا كله حقيقة يطور الإنسان نفسيا واجتماعيا.
والشعور بالكآبة يجب أن نعالجه أيضا فكريا، أن نستبدل الفكر السلبي ونجعله فكرا إيجابيا، وقطعا الإيجابيات أكثر بكثير من السلبيات في حياتنا، لكن في بعض الأحيان قد نغلق على أنفسنا وندخلها في دائرة التشاؤم والسلبية دون أي مبرر.
وللفائدة راجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.