كيف يمكنني التعامل مع زوجة سريعة الغضب؟

0 127

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفلتين واحدة بعمر السنتين والنصف، والأخرى شهر، وزوجتي سريعة القضب سواء علي أو على طفلتي ذات عمر السنتين والنصف.

الطفلة ذات السنتين والنصف كانت منذ صغرها ولكثرة البكاء تقوم أمها برميها على السرير، وتقول لها: ابكي، وأما الآن بعد وجود الطفلة الجديدة تقوم بضربها فتأتي إلي وتشتكي من أمها حتى تقوم بضرب نفسها بالطريقة التي تقوم بضربها.

ومن ناحيتي: فأي شيء لم يعجبها تغضب وتقول كلمات جدا مجرحة، وتقوم بالسب، وأنها لا تتحملني، لكن بعدها تعود لطبيعتها، فهي على هذا الحال باستمرار، أرجوكم أريد حلا لاستشارتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
بعض الفتيات تكون ضحية للتربية الخاطئة في بيتها، فهذه التصرفات السلبية التي ذكرتها عنها تدل على أنها تلقت تربية خاطئة في صغرها، فالمشاكل التي تدور في البيت بين الزوجين ويراها الأطفال تنطبع في عقولهم فتؤثر عليهم في المستقبل؛ لأن تلك الموروثات انطبعت فيهم وتحولت إلى سلوك في التعامل مع الآخرين صغارا وكبارا، وتصبح تلك الموروثات لا إرادية.

لا شك أن كلا الزوجين تربى في بيئة تختلف عن بيئة الآخر، وفي حال الزواج يريد كل طرف أن يفرض القيم والسلوكيات التي تربى عليها، ومن هنا تنشأ الخلافات بين الزوجين خاصة إن يتفهم كل طرف ما يحمله الآخر من السلوكيات ويسعى لتغييرها بالتي هي أحسن برفق ولين وحكمة، ويتحمل إفرازات تلك السلوكيات ويغض الطرف عن بعضها حتى يتم الانسجام وتقبل النصح والتوجيه.

الغضب هو الشرارة الأولى لكل مشكلة في البيوت، ومن هنا كان التوجيه النبوي لذلك الشخص الذي طلب منه الوصية فقال له: (لا تغضب. فردد مرارا فقال: لا تغضب).

أنصحك أن تجتهد في توثيق صلة زوجتك بالله وفي تقوية إيمانها خاصة في الأوقات التي تكون نفسيتها صافية والأجواء مهيأة لقبول النصح، فالصلة بالله وقوة الإيمان تولد في النفس الذلة والانكسار والخوف من الله تعالى ومن عقوبته.

خذ الأولاد من أمامها أثناء غضبها؛ لأن غضبها الشديد قد يؤذيهم، فإذا هدأت أعدت إليها الأولاد.

للأسف أن زوجتك ترى أن تلك الطريقة هي الطريقة الصحيحة للتربية والتعامل مع فلذات الأكباد كونها ترى نفسها صارت أمها وربة بيت بهذه الطريقة، فتعديلها يحتاج إلى صبر ونفس طويل، فإياك أن تتخذ قرارا متعجلا فتندم بعده ندما شديدا.

في الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام: (التأني من الله والعجلة من الشيطان) ويقال في المثل في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

إياك أن تضيق ذرعا بزوجتك وفي حال غضبها، لا ترد الغضب بمثله، ولا ترد عليها بمثل كلامها، وفي حال صفاء نفسها وهدوء أعصابها ذكرها بما قالت، ولمها على ذلك فستجدها تعتذر منك.

لا تعضها ولا تحاورها أثناء الغضب فإنها لا تتصرف بوعي، ولا تتكلم بوعي، فالمسيطر عليها أثناء الغضب هو الشيطان، ومن أعظم رغباته التفريق بين الزوجين، وحتى ترد كيده في نحره فلا تدخل في حوار ولا في عراك مع زوجتك أثناء غضبها، واتركها وحدها حتى تهدأ من غضبها.

تحين أوقات هدوئها وصفاء نفسها للتحاور معها وتذكيرها بأفعالها فلعلها تخجل من ذلك وتعتذر، فإن حصل ذلك منها فهدئ من روعها وعززها بالكلام الطيب، واطلب منها أن تمسك أعصابها وتكبت غضبها.

من العلاج النافع للغضبان أن يحول وضعيته كما أوصانا نبينا عليه الصلاة والسلام؛ فإن كان قائما جلس، وإن كان جالسا وقف أو رقد، والوضوء نافع جدا، فاطلب من زوجتك أن تقوم بذلك أثناء الغضب.

اجتنب كل ما يغضبها، وغض الطرف عن بعض تصرفاتها، ولا تحاسبها على كل صغيرة وكبيرة.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة وسل الله تعالى أن يلهمها الرشد، وأن يذهب عنها الغضب، وأكثر من دعاء ذي النون؛ فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات