أريد تغيير بيئتي التي أعيش فيها، كيف لي ذلك؟

0 195

السؤال

السلام عليكم.

أسعد كثيرا بوجودكم هنا لمساعدتي.

أنا فتاة عمري 20 سنة، مشكلتي أنني غير راضية عن بيئتي، فبيئتي وضعها صعب، لا مجال للكلام أبدا، لماذا لم يكتب الله لي العيش في مكان جميل، وبيئة جميلة ومرتبة؟

أدعو الله أن أذهب من هذه البيئة، أريد العيش في الغربة لكي أهرب وأعيش حياة كريمة، وأريد الزواج من شاب، لا يهمني وضعه المادي، المهم بيئته جميلة، أريد تجميع نقود لكي أهرب من هذه البيئة، فلا طعم للحياة إذا كنت تعيش في بيئة لا تحبها.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فسبق أن قدمنا لك نصحا وتوجيها يتعلق بإجابتنا لك عن سبب تأخر زواجك، كما في الاستشارة رقم 2359169، ونرجو أن تكوني عملت بما فيها من إرشادات، وخاصة تلك المتعلقة بضرورة الإيمان بالقضاء والقدر، وترك التسخط على أقدار الله -سبحانه- حتى لا يقع الإنسان -والعياذ بالله- في منكر عظيم يعاقب عليه في الآخرة، وأيضا حتى لا يسبب له ذلك الاضطراب في الإيمان بالقضاء والقدر بالقلق، وعدم الرضى النفسي والتعاسة في الحياة.

ونضيف هنا أن العبد لا يختار لونه ولا جنسه، ولا المكان الذي يولد فيه، فعليه أن يرضى بقدر الله في ذلك، ثم يأخذ بالأسباب المشروعة المتاحة التي تجعله ينتقل إلى بلد آخر، وبيئة أخرى إن أمكن، فإن لم يستطع فلا يتسخط على الله وقدره بل يصبر ويحتسب.

والذي يظهر لي أن عندك مشكلة مع أهلك، وتعاملهم معك في موضوع إكمال الدراسة كما في إحدى استشاراتك السابقة، وكذلك تأخر زواجك مما سبب لك مشكلة نفسية، وتريدين التخلص من العيش مع أهلك والهروب من بيئتك ظنا منك أن هذا هو العلاج؟

والحقيقة أن ما ظننته هو العلاج قد يكون ظنا خاطئا، ولا تنحل المشكلة به بل ربما يزيدها تعقيدا، وإنما تنحل المشكلة بإزالة سببها وهو هنا تهيئة الجو، وإصلاح العلاقة بينك وبين أهلك، ورضاك بما قسم الله لك، وسؤال ربك أن يصلح حالك، ويختار لك الزوج الصالح، أما تفكيرك بأن تجمعي نقودا وتهربي من بيئتك، فهو حل غير صحيح، ونتائجة غير طيبة عليك وعلى أسرتك، ولا يجوز لك الهروب من أهلك وبيئتك، حتى لا تكوني لقمة سائغة لأهل الشر والفساد، وتغضبي ربك عليك، لعقوقك لوالديك وهروبك عنهم، بل يمكنك حل الإشكال بالحوار والتفاهم مع من تظني أنهم سببا في مشكلتك، إن أمكن بالحوار مباشرة، أو بواسطة أحد الثقات من أقاربك.

وفي كل الأحوال تفكيرك هذا غير إيجابي، ولا يحل المشكلة، وسيسبب لك إن استمريتي عليه مزيدا من الآثار النفسية غير الجيدة، ونصيحتنا لك تركه تماما والتفكير بإيجابية حول نفسك وبيئتك، وإشغال نفسك بالطاعات والأعمال الصالحة التي تقوي إيمانك، وتشرح صدرك، وتذهب عنك هذه الهموم والأفكار، وتشعرك بالراحة والطمأنينة.

والتدرب على الصبر والتحمل لمنغصات الحياة، واحتساب الأجر في ذلك كله عند الله تعالى، فإن الدنيا لا تحلو لأحد، وهي ممر مؤقت لنعيم الآخرة لمن صبر على ضنكها وتعبها، وأطاع الله فيها، وموضوع الزواج سبق نصحك فيه، ولا بد من الصبر حتى ييسره الله، مع الأخذ بالأسباب الشرعية الممنكة لتحصيله، واختيار الزوج الصالح في دينه وخلقه، حتى تسعدي معه بالدنيا والآخرة.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات