معاناتي من القولون العصبي أتعبتني، كيف أتخلص من ذلك؟

0 165

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، لست أعلم كيف أبدأ بشرح معاناتي، فمنذ حوالي 3 سنوات تأتيني حالات دوار وتعب شديد، فذهبت للطبيب فقال: إنه تعب نفسي وجسدي بسبب انكبابي في التحضير لشهادة الماجستير والدكتوراة، في تخصص تقني صعب على مدار الخمس سنوات، وأعطاني دواء مزيلا للدوار وفيتامينات، وأحسست بتحسن نسبي.

منذ أشهر بدأت أشعر بمضايقات في صدري، وألم ونخزات في منطقة القلب، بالإضافة إلى الغازات، منذ شهر بالضبط كنت في موقف وغضبت غضبا شديدا، لكي أتفاجأ بالقولون المعترض يكاد يخنقني، لدرجة أنه كاد أن يغمى علي، عندها علمت أن لدي مشكلة في القولون، ذهبت للطبيب المتخصص في أمراض القولون، فقال: كل شيء سليم (عضويا)، وكل ما تتعرض له هو أعراض للقولون العصبي، بسبب الضغوط النفسية والجسدية التي تعرضت لها أثناء تحضيرك للدكتوراة.

القولون وأعراضه الجسدية لا تقلقني البتة، وأنا أتبع نظاما غذائيا الآن، وأمارس الرياضة، بالإضافة لبعض الأدوية التي وصفها لي الطبيب، وبكل تأكيد سأتحسن -بإذن الله-، ولكن الأعراض النفسية هي التي تقلقني، وتصيبني بالرعب أحيانا.

لست أدري إن كان القولون له دخل في ذلك أو مجرد وساوس نفس وشيطان؟ حاليا أرقتني تخيلات في اليقظة (وكأنني في حلم، ولكنني مستيقظ، أتخيل نفسي أنني أؤذي نفسي، أو أؤذي الناس المقربين والبعيدين، أضربهم بلكمة، أو بسيف، أو بسكين، أضحك على نفسي أحيانا، وأبكي أحيانا من شدة هذه التخيلات، هذا الشعور أصبح يصيبني بالرعب.

أدعو الله ليل نهار، وتصيبني نوبات من البكاء على جرم لم أقترفه، كيف لي وأنا ذلك الشاب الذي يشهد له الجميع بحسن السيرة والخلق، صلواتي في المسجد، بارا بوالدي، مجتهدا في عملي ودراستي، لي سمعة طيبة كأستاذ في الجامعة، وفي المدينة التي أسكنها، لا أستطيع إيذاء أي شخص بكلمة، أو حتى إيذاء -صرصور- حتى أفكر بتلك الأشياء المرعبة.

أصبحت أتحاشى الناس، وعندما أرى سكينا أصاب بالرعب، أو أسمع كلمات مثل: قتل، انتحار، سكين، حالة أخرى من التخيل، أرى نفسي وكأنني أقود السيارة، وإذا بي أقلبها عمدا، أو أصيب شخصا في الطريق عمدا، يا إلهي، أستغفر الله، لماذا يحدث لي هذا؟ وأشعر بذنب عظيم، وأخشى أن أقوم بذلك فعليا، ولا تبقى مجرد تخيلات.

لهذا توقفت عن قيادة السيارة نهائيا، وأصبحت أستعمل المواصلات العامة، ومنذ داومت على أذكار الصباح والمساء بشكل منتظم أحس ببعض التحسن، ولكن تعود لي بعض تلك التخيلات، ولم أستطع الصبر، وقلت لوالدي الكريمين وتفهموا ذلك، وبأن القولون العصبي فعل فعلته معي (لأن هناك تجارب سابقة مشابهة، ولكن ليست كحالتي بالضبط)، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ saber حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القولون أو اضطراب القولون أحيانا يستعمل في غير محله، القولون الحساس أو القولون العصبي هو عبارة عن آلام في المعدة مع إمساك أو إسهال، ولا يوجد لها سبب عضوي، ولكن آلام القولون، أو آلام البطن أو آلام الجهاز الهضمي -يا أخي الكريم- قد تكون عرض من أعراض القلق والتوتر، وهذا ما يحصل معك -يا أخي الكريم-.

أما مشكلتك الرئيسية فهو الوسواس، أنت -يا أخي الكريم- تعاني من اضطراب الوسواس القهري وهذا واضح، والوسواس القهري يتأتى دائما في الخوف من العنف، أو المجال الجنسي أو المجال الديني، وعندك وسواس قهري واضح -يا أخي الكريم- أثر عليك، أثر على حياتك وجعلك لا تخرج من المنزل كثيرا أو لا تقود السيارة، وهذا طبعا كله من تأثيرات الوسواس القهري -يا أخي الكريم-.

نعم الأذكار -إن شاء الله- تفيد، ولكن الوسواس القهري يحتاج إلى علاج دوائي، وعلاج سلوكي معرفي، العلاج الدوائي هو دائما من فصائل الأس أس أر أيز، وهي أدوية مجربة وفعاله وآثارها الجانبية قليلة ولا تؤدي إلى الإدمان، والبرنامج السلوكي المعرفي يوضع بصورة متدرجة ومنتظمة، حتى تتخلص من هذه الأفكار الوسواسيه التي أرقت عليك حياتك، ويستحسن أن يتم كل هذا تحت إشراف طبيب نفسي مختص، وهذا مرض نفسي، وعلاجه عند الأطباء النفسيين، والجمع بين العلاج النفسي السلوكي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي لوحده، أو العلاج السلوكي لوحده.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات