السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، كنت أعاني من نوبات هلع منذ الصغر، وبفضل الله ثم بفضل الطبيب الرائع محمد عبد العليم قمت بتناول دواء سيبرالكس لمدة 3 شهور، وتحسنت كثيرا، وللأسف بعد سنة رجعت إلى دوامة الهلع ونوبات الوساوس، وذلك بسبب ظهور بقعة دم على بياض العين، ذهبت إلى طبيب العيون وقال لي: هذه مشاكل بضغط الدم، وبعد ذلك بدأ الخوف ووجع الرأس الشديد، وعند الذهاب إلى طبيب لقياس الضغط كان يرتفع وينزل، بعدها ذهبت إلى طبيب باطني فقام بتحاليل ومنها وظائف الكلى وقوة الدم وميوعة الدم وتخثره، وقال لي: جميع تحاليلك سليمة، ولا يوجد ضغط مرتفع، وكان ارتفع معدل وظائف الكلى.
جميع هذه الدوامة التي أنا بها الآن هي بقعة الدم والخوف من رجوعها، لأنني تعرضت لبقعة الدم مرتين على نفس المكان، وذهبت إلى عدة أطباء وقالوا لي بسبب الإمساك والعطاس الشديد، ولكن يلازمني الخوف دائما بسببها، وخائف من ضغط الدم، أصبحت كل يوم أقيسه فوق عشر مرات، ودائما 130/80 وعندما أكون متوترا يرتفع إلى 150/80 وأنا أشرب القهوة، ومدخن، ولكن هذا الوسواس والخوف أتعبني جدا، وأنا أعمل مستشارا ضريبيا، وعملي جيد جدا، أيضا أعاني من ضعف نظر، ولا أقوم بلبس النظارة دائما، فهل أرجع لتناول الدواء لمدة طويلة؟
دائما أدعو لكم في صلاتي وللطبيب محمد عبد العليم، وأنا يا دكتور أمتلك ثقة عالية، وأصلي وأعمل عمرة كل سنة، ودائما أنصح الأصدقاء ولكن لا أقبل الإفصاح عن هذا لأحد.
فهل التوتر يرفع الضغط وهو سبب وجع الرأس؟ وأيضا ملاحظة: قبل عده شهور أردت القيام بعملية ليزر للعين، وقال لي الطبيب: يوجد ضعف في القرنية، وقال لي فقط يفيد الليزر وليس الليزك، وخفت من ذلك ولم أعملها.
أنا متأسف جدا بسبب هذه الرسالة الطويلة، أتمنى أن تساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أخي الكريم - في الشبكة الإسلامية، وجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.
أخي: أنا أرى أن مشكلتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، وهي ظاهرة نفسية أكثر مما هي مرض حقيقي، هنا أنا لا أحاول أطمئنك دون أسس، ولا أحاول أن أقلل مما تشعر به، لكن هي الحقيقة الماثلة أمامنا.
وقلق المخاوف الوسواسي منتشر جدا، ومن أفضل وسائل علاجه هي تجاهله، وأن يستفيد الإنسان من وقته ويديره بصورة صحيحة؛ لأن الخوف والهلع والوسوسة تتميز بأنها انتهازية جدا، تستغل فراغ الناس لتستشري في ذواتهم، فيا أخي الكريم: أغلق الباب أمامها بحسن إدارة الوقت، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد.
ممارسة الرياضة وأي نوع من التمارين الاسترخائية أيضا وجدناها من الأشياء المفيدة جدا، والتفاؤل - أخي الكريم - مهم جدا، والنظرة للمستقبل بإيجابية وقوة، هذا أيضا من الأشياء التي تنفع كثيرا.
بالنسبة لموضوع مشكلة العيون التي تعاني منها: أنا أرى أن تتبع رأي الطبيب المختص في هذا المجال، -وإن شاء الله تعالى- المشكلة ليست مستعصية أبدا.
حياتك فيها إيجابيات كثيرة وعظيمة، وهذه - أخي الكريم - لابد أن تستشعرها وتطورها؛ لأن الإنسان حين يطور حتى الإيجابيات في حياته تأتيه -إن شاء الله تعالى- المزيد من الإيجابيات، ويشعر بالمردود النفسي الإيجابي الذي يؤدي إلى المزيد من النجاحات بإذن الله تعالى.
بالنسبة للعلاج الدوائي - أيها الفاضل الكريم -: الـ (سبرالكس) دواء رائع، وكذلك الـ (زولفت)، كلاهما جيد، وما دامت تجربتك إيجابية مع السبرالكس فيما مضى أعتقد أنك يمكن أن تبدأ في تناوله الآن.
ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميا، وذلك لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر كامل، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أنا أعتقد أن الالتزام بتناول الدواء على نفس النسق والطريقة وبالجرعة التي وصفتها لك والمدة الزمنية أعتقد أن ذلك سوف يأتي عليك بخير كثير جدا -إن شاء الله تعالى-، مع الحرص على تطبيق الآليات العلاجية الأخرى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان وتليها إجابة د. شادي زهير طعمة اختصاص أمراض العيون وجراحتها.
++++++++++++++++++
البقع الحمراء في بياض العين، أو ما يعرف بالنزف تحت الملتحمة هو عرض شائع غير خطير سببه نزوف مجهرية من الأوعية الدموية للملتحمة، أو أوعية فوق الصلبة ويظهر بشكل بقعة حمراء يزداد حجمها في البداية، ثم تتوقف عند حد معين لتبدأ بعدها بالارتشاف والزوال وهذا قد يستغرق أسبوعا إلى أسبوعين وعادة تزول بدون علاج.
قد يحدث النزف تحت الملتحمة بشكل عفوي دون أي سبب معروف، أو بسبب رض على العين، أو بسبب ارتفاع مفاجئ بضغط الدم، أو بسبب ازدياد التدفق الدموي بشكل مفاجئ، كما في حالات العطاس وحمل شيء ثقيل أو الإمساك الشديد، وقد تشاهد في بعض حالات التهابات الملتحمة الفيروسية الحادة.
تكثر حالات نزف الملتحمة عند المرضى الذين يعانون من هشاشة في الأوعية الدموية والمرضى الذين يتناولون المميعات.
عادة لا تحتاج هذه الحالات البسيطة من النزف للعلاج، ولكن يجب تجنب فرك العينين، وتجنب التعرض المباشر للحرارة مما يعيد احتمال حدوث النزف مرة ثانية.
رقة القرنية قد لا تسمح بإجراء الليزك، ويمكن إجراء عملية التصحيح الكلاسيكية بالليزر، وهي ذات نتائج جيدة، ولا داعي للخوف والقلق.
أرجو لك دوام الصحة والعافية.