أعاني من تشوش في الرؤية وأرى الذبابة الطائرة، فما العلاج؟

0 130

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متابع قديم لموقعكم، ومشارك بعدة استشارات، كنت أعاني من الهلع، وأعاني الآن من وسواس الموت، والأمراض والقلق النفسي، وأعراضه، وكنت أوسوس أنه ربما لدي مشاكل بالدماغ، أو ورم.

مؤخرا منذ قرابة 3 أشهر بدأت أوسوس من نتوء برأسي، خلف الأذن اليسرى، وبعد بحث في الإنترنت تبين أنه نتوء عادي، وكان يأتيني كأنه وخز فوق أذني اليسرى، فبدأت الاهتمام به، وأشغلت نفسي به صباحا ومساء، وبعدها طردت هذا التفكير، ثم تنقل هذا الألم إلى قمة الرأس يسارا قليلا، وهنا بدأت أفكر بهذا الألم، وأشغلت بالي به كثيرا، وبدأت فكرة الورم تنتابني، فهو كأنه ألم أو حرقة، أو لسع بمكان واحد في أعلى يسار الرأس، أستطيع تحديده بيدي.

عندما أستيقظ من النوم لا يوجد شيء، ثم أبدأ بالتفكير بهذا المكان، ويبدأ الألم المزعج وليس الحاد، وأحيانا أمسح بيدي على مكان الألم كأنه يختفي لثوان، ويبدأ وسواسي، ويزيد مع مرور الوقت إلى الليل، وعندما أكون مشغولا بشيء آخر لا أفكر به، وأنسى هذا الألم، وحين أفكر يبدأ مرة أخرى.

كما أعاني من تشوش في الرؤية، وأرى الذبابة الطائرة وخيوطا في مجال رؤيتي، وأحس بضعف نظري، وأعاني من حساسية الضوء من قبل معاناتي من ألم بجهة رأسي، والذي يتحول أحيانا إلى الجهة اليسرى من الصدغ، والعين اليسرى، والأذن اليسرى، ويأتيني ليلا في الجهة اليسرى، وأخاف من زيارة الأطباء خوفا من خبر لا يحمد عقباه، فما تشخيصكم لحالتي؟

أرجو منكم الإجابة، جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ramzi حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الخوف من الأمراض والوسوسة حولها والشفقة فيما يتعلق بالصحة بصحة الإنسان، أصبحت أحدى المواضيع المنتشرة جدا في زماننا هذا، وهي بالفعل ظاهرة مقلقة، ويظهر أن الناس قد افتقدت الطمأنينة بدرجة كبيرة، وذلك نسبة لمتغيرات الحياة الكثيرة التي نشاهدها الآن، أنا أدعوك أن تطمئن، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن تتخذ الوسائل، وتأخذ بالأسباب التي تحافظ على صحتك -إن شاء الله تعالى- من خلالها، وأهمها:

- أن يكون غذاؤك منتظما وصحيحا بقدر المستطاع، وأقصد بالصحيح الصحي.

- والأمر الثاني هو: أن تراعي كل ما يتطلبه الإنسان للمواقف التي تعود عليه بالخير والنفع، وكذلك لغيره، وهذا لا يتأتى إلا من أن يكون الإنسان إيجابيا في تنظيم وقته، والاستفادة منه بصورة صحيحة، وأن تكون له أهدافا واضحة في الحياة.

- والأمر الآخر هو: تنظيم النشاط الجسدي، ولا بد من ممارسة الرياضة؛ لأنها بالفعل تعطي الإنسان الشعور بأنه في وضع صحي ممتاز، -ويا أخي الكريم- الصلاة في وقتها، ومع الجماعة، وأقصد بذلك الصلاة الخاشعة تبعث طمأنينة كبيرة جدا في نفس الإنسان، وأنا أوصيك بصفة خاصة على الحرص على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، لأنها حقيقة تجعل الإنسان يحس بأمان واطمئنان، خاصة فيما يتعلق بصحته، وأريدك -يا أخي الكريم- أن تتواصل اجتماعيا، بناء نسيج اجتماعي فاعل، وأن تكون لك أنشطة إيجابية في نطاق أسرتك ومجتمعك، وأن تطور نفسك مهنيا، وخاصة أنك رجل تعمل أستاذ، -هذا يا أخي الكريم- سيصرف انتباهك -إن شاء الله تعالى- عن هذه المشاغل المرضية التي لا أقول لك أنها أوهام، لكنها وساوس لا أساس لها، وقد وجدنا أيضا وبالدليل القاطع، أن الإنسان الذي يقوم بإجراء فحوصات دورية مع طبيب يثق به هذا يطمئنك كثيرا، فمثلا على سبيل المثال اذهب إلى طبيبك مرة كل 4 أشهر ذلك من أجل الفحص، وإجراء الاختبارات المتعلقة بالوظائف الجسدية ،وهذه أمور معلومة للأطباء -والحمد لله- الآن أصبحت غير مكلفة، -فيا أخي الكريم- بهذه الكيفية تستطيع أن تتوقف عن القلق والوسوسه حول صحتك.

وأنا أرى أنه سيكون من الجيد بالنسبة لك، وللتخلص من هذه الأعراض النفسوجسدية، وهذه المخاوف المتعددة بأن تتناول أحد الأدوية الجيدة والمضادة للمخاوف، والمحسنة للمزاج، والتي أيضا لها فاعلية خاصة جدا في علاج القلق والوسوسه، من أفضل هذه الأدوية دواء يعرف باسم زوالفت، واسمه العلمي سيرترالين الجرعة المطلوبة في حالتك، هي أن تبدأ بنصف حبة 25 مليجرام تتناولها ليلا لمدة 10 أيامن بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خففها، واجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات