السؤال
السلام عليكم
تزوجت منذ خمسة أشهر، وكنت طوال فترة الخطوبة أعاني من مشاكل مع خطيبتي، وكلما أقدمت على فسخ الخطوبة كانت تنهار وتكاد تمرض، وكنت أتراجع خوفا من أن أعيش عقدة الذنب، ولكني لم أكن سعيدا.
تزوجنا، وأعاني الآن من نفس المشاكل وعدم التوافق بيني وبينها في كل شيء، وأعيش حياة غير سعيدة على الإطلاق، أريد أن أطلقها ولكن ينتابني نفس الشعور بالذنب إذا فعلت ذلك، لا أقدر على العيش معها، وفي نفس الوقت هناك هاجس يلازمني دائما بأن الله سينتقم مني في أي شيء بعدها إذا فعلت ذلك.
لا أعلم هل استمراري مع زوجتي فقط لأنني أشفق عليها، هل هذا منطقي أم أني أعذب نفسي؟ ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الطلاق للزوجة ليس هو الحل الوحيد لمشاكلك معها بل قبله عدة حلول يجب عليك إفراغ وسعك وجهدك لاستخدامها لاستصلاح زوجتك وحل المشكلات التي بينك وبينها، فلا تستعجل بالطلاق.
عليك البحث عن أسباب المشاكل ومحاولة حالها:
1- فقد تكون بعض الأسباب منك وطريقة تعاملك مع زوجتك.
2- وتكون من الأسباب قلة وعيها وفهمها للحياة الزوجية.
3- وقد تكون من الأسباب أنها تعاني من مرض نفسي، أو لديها مشكلة تسبب لها سوء التعامل معك، ونحوها من الافتراضات!
من وسائل تشخيص أسباب المشكلة: الحوار الهادىء المباشر معها في وقت مناسب ونفسيكما هادئة، ومناقشة سبب الخلافات بينكما وليس بالضرورة ان يكون النقاش عبارة عن اتهامات وتبرير للمشكلة، بل معرفة السبب هو الهدف، بغض النظر من فاعله، حتى تتفقا على علاجه.
إن لم تتمكن من الحوار معها ولم تصل معها إلى نتيجة، فيمكن أن يقوم بذلك أحد أقاربها الثقات بحيث تشركه في علاج المشكلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حسب المصلحة في ذلك.
لا بأس إن احتجت إلى أن تفوض أحدا من أهلك الثقات لحل المشكلة مع أحد الثقات من أهل الزوجة، امتثالا لأمر الله تعالى في قوله: ﴿وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا﴾ وما قرره الحكمان وجب عليكما تنفيذه حسما للنزال وحلا للمشكلة.
كما لا تنسى أن من أسباب صلاح البيوت وحصول السعادة بين الزوجين قيامهما بأمر الله وطاعته والبعد عن المعاصي والمنكرات، ففتشا في نفسيكما وأصلحا علاقتكما بالله، تصلح العلاقة فيما بينكما -بعون الله-.
- في كل الأحوال ننصحك بالصبر عليها والدعاء والتضرع إلى الله بصلاح الحال، -وإن شاء الله- تجد أثر ذلك قريبا.
وفقك الله لما يحب ويرضى.