السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 15 سنة، أعاني من ضغوط نفسية كثيرة، قبل عامين تقريبا كنت مفعمة بالحيوية والنشاط، وكنت أشعر براحة البال، لكن تدهورت بعدها حالتي النفسية، وفقدت الثقة في نفسي، فقبل عامين أصبت بالرهاب الاجتماعي، وأصبحت أخشى التكلم أمام زملائي في القسم، وفي السنة الموالية زادت حالتي سوءا، وأصبحت أخشى القراءة في الفصل، وفي هذه السنة بدأت تنتابني حركات لا إرادية في الجسم، أظن بسبب التوتر والقلق، فلا أستطيع التحكم في تلك الحركات في معظم الوقت، والبعض يسخر مني بسببها في المدرسة.
أصبحت كل هذه الضغوط تؤثر علي نفسيا، لم أعد أشعر بالأمان، لا في المدرسة، ولا في المنزل، ولا في أي مكان آخر، أفضل الآن البقاء وحدي في معزل عن الآخرين.
فكرت في إخبار أمي بالحركات اللا إرادية، لكنني أردت أن أستشيركم أولا لأنني لا أحب أن أخبر أحدا بما أعانيه حتى وإن كان أحد والدي، وأفضل حل مشاكلي بنفسي.
أريد أن أعرف هل هناك أدوية تعالج الحركات اللا إرادية؟ لأنها أصبحت مصدر إحراج كبير لي، ولم أعد أستطيع تحمل سخرية الآخرين، وهل استشارة الطبيب ضرورية قبل استعمال أي دواء؟
إن كل ما أواجهه يمنعني أن أعيش حياة عادية كأي فتاة في مثل سني، وأرجو من الله أن يوفقكم لإرشادي إلى الطريق الصحيح.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kaoutar حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك -أيتها الابنة الفاضلة- في مثل عمرك تحدث تغيرات كثيرة جدا، هذه التغيرات ذات طابع نفسي وبيولوجي وفسيولوجي واجتماعي، وهنالك مشاكل هوية وانتماء أيضا تبرز في هذه السن، وهذا قد ينتج عنه توتر وقلق وانفعالات سلبية، أنت الآن الذي تعانين منه يمكن أن نضعه في إطار ما يسمى بقلق رهابي بسيط، والحمدلله ليس لديك أبدا أعراض اكتئابية حقيقة، وأعتقد أنك حساسة بعض الشيء، وتعرفي أن النفس حين تكون منقبضة ومتوترة ينعكس هذا على الجسم، فيظهر في شكل حركات لا إرادية، وأنا أقول لك أن هذه الحالات -إن شاء الله تعالى- عابرة، لن تكون لفترة طويلة.
عليك بالهدوء، عليك بالثقة في نفسك، ومن أفضل الأشياء التي يمكن أن تساعدين بها نفسك أن تعبري عن ذاتك، ولا تكتمي لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية، وأريدك أيضا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج وتمارين قبض العضلات وشدها ذات فائدة كبيرة جدا، إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم 2136015، أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، وعليك أيضا أن تكونين فاعلة داخل المنزل، لا تكونين شخصا مهمشا، وبر الوالدين قطعا يبعث الطمأنينة في الإنسان، أذكار الصباح والمساء، والصلاة في وقتها، وأن تكون لك صلات اجتماعية مع زميلاتك من الفتيات الصالحات، كل هذا يجلب عليك خيرا كثيرا.
لا أحد يسخر منك أبدا تأكدي من هذا، ولا تكونين حساسة -وإن شاء الله- بتطبيق التمارين الاسترخائية، وتنظيم الوقت، وأن تكوني شخصا بارزا، ودائما اجلسي في المقاعد الأولى في صفك الدراسي، وحاولي أن تكون مشاركاتك إيجابية مع المعلمة وبقية الطالبات، أعتقد أن ذلك يكفي تماما لإزالة هذا القلق التوتري، والخوف الذي تحدثت عنه، وكما ذكرت لك -إن شاء الله تعالى- كله مؤقت، طبعا الذهاب إلى الطبيب النفسي واستشارته أيضا فيها فائدة بالنسبة لك، فإن كان بالإمكان أن تقومين بذلك فأرجو أن تفعلي، وربما يعطيك الطبيب أيضا دواء يقلل من الخوف والقلق، لكن لا أريدك أن تستعملي أدوية نفسية لفترة طويلة، ولأنك أصلا لست في حاجة إليها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.