متفوق وذكي ولكنه يعاني من سرحان ونسيان.. هل هذا حسد؟

0 102

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك طالب في إحدى كليات الطب بفضل الله، وكان من المتفوقين في دراسته، يعاني منذ ما يقرب من 4 سنوات من عدم التركيز في المذاكرة، والسرحان في لا شيء، والنسيان والخطأ في الامتحانات، في حين أنه -بفضل الله- يحاول بذل مجهود قدر المستطاع، لكنه يعاني من مشكلته تلك، ويشعر بالإحباط أحيانا والنفور من الدراسة، فهل من الممكن أن يكون ذلك حسدا؟

جزيتم خيرا، وأتمنى أن تدعوا له بالتوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، أخي الكريم الحسد موجود، والعين موجودة، والمس موجود، لكن المسلم يجب أن يكون له قناعة تامة أن كل هذه الأشياء سيبطلها الله، وهي أضعف من إرادة المسلم، وعلى هذا الشخص التحصين، الرقية الشرعية، وأن يحافظ على صلواته الخمس وأذكار الصباح والمساء، ويتلو شيئا من القرآن يوميا، وأن يعامل الناس بما هو أحسن، ويتوكل على الله التوكل المطلق، ويعرف أن الله خير حافظ، وبعد ذلك يمحو أو يمسح تماما من عقله فكرة الحسد.

المشكلة بهذه الثقة تكون مشكلة طبية أيضا؛ لأن المحسود بعد أن يقرأ عليه أو الممسوس قد تكون هنالك تغيرات كيميائية ظلت موجودة حتى بعد خروج العين، وهذه تعالج عن طريق الدواء.

هذا الأخ قطعا لديه مشاعر اكتئابية، الشعور بالإحباط، تشتت الأفكار، افتقاد الفاعلية والدافعية هذا دليل على الاكتئاب، والذي يكون أيضا مصحوبا في بعض الأحيان بنوع من التكاسل أو عدم استشعار أهمية العلم، هذه يا أخي الكريم كلها عوامل يجب أن يستشعر الإنسان أهمية العلم، يجب أن يرفع من همته، ويجب أن ينظم وقته، وأفضل طريقة لتنظيم الوقت واستثماره هو أن ينام ليلا نوما مبكرا، يستيقظ مبكرا، يصلي صلاة الفجر ميزة النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، مما يحسن كثيرا من التركيز، يدرس ساعتين بعد صلاة الفجر ويذهب بعد ذلك لمرفقه الدراسي، هذه أفضل طريقة وجدناها؛ لأن في البكور بركة اتضح الآن أن كل المواد الإيجابية الدماغية تفرز في فترة الصباح، الأوكستوكسن، الأندرفنز، الأنكفلنز، السيرتونين هذه كلها تفرز في فترة الصباح، هذا هو علاج هذا الأخ باختصار شديد.

عليه أيضا أن يمارس الرياضة، الرياضة تقوي من الدافعية تحسن الإقدام على فعل الأشياء، وتزيل الهشاشة النفسية، عليه بأن يرفه عن نفسه بما هو طيب وجميل، عليه أن يدرس مع مجموعة من وقت لآخر، وأعتقد أن تناوله لأحد محسنات المزاج مثل عقار بروزاك سوف تفيده جدا، وجرعة البروزاك في هذه الحالة كبسولة واحدة في اليوم، قوة الكبسولة 20 مليجرام يتناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم يجعلها كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم يجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر، ثم يجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتوقف عن تناول العلاج.

هذا الأخ أيضا محتاج لتواصل اجتماعي، محتاج لسند اجتماعي، وأن يستشعر أهمية العلم، وأن يتصور نفسه بعد 5 إلى 6 سنوات من الآن، أين هو؟ أين شهادته؟ أين تخصصه؟ أين الزواج؟ هذا لا بد أن يضعه صوب عينيه، والدعاء هو سلاح المسلم يجب أن لا ينساه، وكما قلنا أن ذكر الله تعالى يقوي التركيز، (واذكر ربك إذا نسيت)، ولا شك في هذا، والقرآن هو أرفع وأعلى درجات الذكر.

أخي الكريم: هذه الحالات تعالج إذا التزم هذا الأخ بما ذكرته له، وسوف يكون أيضا من الجيد أن يذهب إلى طبيب، طبيب باطني أو طبيب عمومي ليجري له بعض الفحوصات العامة، يجب أن يتأكد من مستوى الدم، ومستوى وظائف الغدة الدرقية، مستوى الكولسترول، مستوى الدهنيات الثلاثية، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين ب 12 وفيتامين د، هذه أشياء أساسية وضرورية، وإن كان هنالك أي نقص في أي مكون، فسوف يقوم الطبيب بإعطاء العلاج اللازم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على اهتمامك بأمر هذا الأخ، وأسأل الله له ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات