ما زلت أعاني من آثار سحر قديم.. كيف أتخلص من ذلك؟

0 163

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة، مشكلتي بدأت منذ أن كان عمري 14 سنة، كنت أحب التزين والنظر للمرأة بشكل مستمر، حيث أنني أجد نفسي، أكلمها وأضحك معها، وأحكي لها ما فعلته يوميا كأنها صديقتي، كنت أحب العزلة بكثرة.

عندما بلغت من العمر 16 سنة وجدت سحرا بمنزلي، ملفوفا في نحاس، ومعه أعشاب السحر، وهي عبارة عن جدول مرسوم، ولما سألت عن المكتوب فيه قالوا: لكي أبتعد عن الدراسة.

رميت السحر بالحمام، ولم أرق نفسي بشكل صحيح، وفعلا أثر ذلك على حياتي بشكل كبير، فابتعدت عن الدراسة، وبدأت أحس بالتعب بشكل يومي، بدأت احس يوميا أن عظامي كلها تؤلمني، وغير قادرة على الحركة، كنت أرغب فقط في النوم، وأحس بالكسل كثيرا، فابتعدت عن الدراسة وتزوجت.

في السنين الأولى من زواجي واجهت مشاكل لا تحصى، حتى أنني كرهت زوجي، كنت أحس أنه لا يعطيني قيمة، وأختنق لما أدخل المنزل، دائما أرغب في الخروج، كنت أتزين دائما فقط لنفسي، أحب أن أرى مظهري في أبهى صورة وأنا وحدي بالمنزل.

في يوم من الأيام تكلمت مع امرأة بخصوص السحر الذي مر عليه 6 سنوات، وقالت لي: ابدئي بقراءة البقرة يوميا، وبمجرد أنني سمعت هذه الجملة أحسست بألم فظيع أسفل ظهري والساقين دام لمدة شهر، فذهبت لعدة أطباء، قالوا لي: لا يوجد شيء، فعلمت أن هذه الآلام لها علاقة بالسحر، وداومت على قراءة البقرة أكثر من 40 يوما، وفعلا ذهبت تلك الآلام، ولكن بدأت تراودني الأحلام المزعجة، فبدأت أحلم بالسباع والكلاب والأفاعي بجميع ألوانها، وهذه الأحلام كان تتكرر معي يوميا، وأكثر من هذا أنني حلمت أن شخصا وسيما جميلا يريد اغتصابي وأنا أختبئ وراء زوجي، وتكررت تلك الأحلام أربع مرات، إلى أن أصبحت أحلم أن ذلك الشخص الوسيم قد تحول لشخص مخيف يريد اغتصابي.

في هذه المدة بدأت بقراءة سورة البقرة مجددا، وأضفت معها سورة الجن، في أول يوم بدأت بقراءة سورة الجن حلمت أنني أحمل القرآن وأقرأه، وفي كل خطوة أجد دما في الأرض، وفي اليوم الثاني حلمت أنني أخرجت من جيبي ورقة مكتوبا عليها ونسلم.

منذ تلك الليلة وأنا أحس أنني تغيرت، ولم أعد عصبية كما كنت، وأصبحت أصلي وأقرأ القرآن بكثرة، ولكن البارحة حلمت أنني أقبل أحد محارمي، وبدأت أحس بالخوف، كأن شخصا ما يراقبني، بالرغم من أنني أتلو القرأن، وأحاول الابتعاد عن أي شيء حرام، وأتجنب النظر للمرأة، ولكنني لما أنظر حاليا للمرآة أحس بخوف شديد، وأخجل من نفسي، لا أستطيع تغيير ملابسي -كما كنت سابقا- أحس أنني مراقبة، فعلى ماذا يدل هذا؟

أجيبوني من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
السحر حقيقة، نطق بذلك القرآن والسنة، وتأثيره لا يكون إلا -بإذن الله تعالى- وما ذكرته من أعراض تدل على أنك قد أصبت فعلا بالسحر، وقد تحسنت كثيرا بسبب تلاوتك للقرآن الكريم، وأنصحك أن ترقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن الكريم والأدعية المأثورة، وأن تواظبي على أداء الصلاة، وتلاوة ورد من القرآن الكريم يوميا، وأشك أنك لم تتعافي تماما من آثار السحر، بدليل أنك تظنين أنك مراقبة، وهذا من تخويف الشيطان الرجيم.

الاستحياء خلق عظيم لكن ليس إلى درجة أن الإنسان لا يتجرد من ثيابه في الخلاء، أو في غرفة نومه إن أراد الاغتسال أو تغيير ثيابه، ولم تخبرينا كيف صارت علاقتك مع زوجك بعد قراءتك لسورة البقرة، هل تحسنت أم لا زلت تكرهينه؟ فإن كنت تشعرين بكرهه فهذا يعني أن السحر لم يزل عنك.

أرى أن تضعي قضيتك لزوجك بحيث يبحث عن راق أمين وثقة، ليشخص ما بك فإن تبين أن السحر لا زال قائما، فأنصحك أن تبدئي بالرقية عنده بحضور زوجك أو أحد محارمك حتى تشفي -بإذن الله تعالى- وبيني لزوجك أن سوء العلاقة بينكما إنما هو بسبب السحر، وأن العلاقة سوف تتحسن، وفي اعتقادي أنه سيتفهم الأمر -بإذن الله-.

كلما تحسنت من آثار السحر اجتهدي في خدمة زوجك، ونيل رضاه فهو جنتك أو نارك، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، ويذهب عنك السحر، وكوني موقنة بالإجابة، واجتهدي في أن يتوفر فيك أسباب قبول الإجابة، وتنتفي موانعها، والزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم، كما ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك)، وأكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، يكن في ذلك حرز من الشرور يطمئن قلبك، يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسعادة، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات