السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في أول الأمر أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع، جزاكم الله ألف خير, هذه المرة الأولى لي التي أطلب بها استشارة من الطبيب.
أنا طالب طب بالمرحلة الأولى, بطبيعة شخصيتي أنا إنسان جدا خجول، ودائما لا أعرف التعبير عما في داخلي، لذلك سأجد صعوبة في كتابة حالتي التي تواجهني منذ أربعة شهور، أي منذ أول يوم لي في كلية الطب، شعرت أنني أريد ترك الجامعة، والجامعة كانت حلمي الذي زرعته أمي منذ صغري، وحلم أهلي كلهم، فأنا الوحيد في العائلة الذي يدرس هذا التخصص, بدأت المحاضرات وأنا فقط أستمع ولا أجد ما يجذبني للدراسة، يوما بعد يوم أصبحت لا أبالي، أدخل إلى الامتحانات دون أن أقرأ شيئا، حيث كان صادما في البداية، ولم أعتد هذا الشيء، دائما لا أترك أي صفحة دون مذاكرة، كنت متفوقا في دراستي، وكل ذلك تغير وأصبحت أقضي وقتي على الإنترنت دون أن أشعر بأي متعة، فقط لتضييع الوقت، ونسيان وضعي، وتأنيب الضمير، وحاليا أكتب لكم وغدا لدي امتحان.
فقدت قدرتي على الحفظ والفهم بشكل مريع، أصبحت لا أفهم أي موضوع مهما كان بسيطا, نعم، كانت لدي هذه الحالة في سنوات دراستي السابقة، لكنني لم أكن أعيرها ذلك الاهتمام، كنت أحفظ المواد عن طريق التلقين، أي الترديد المستمر دون استيعاب ما قرأته، ولكن بعدها أصبحت أدرك أنني إنسان غبي ومشتت، لا أملك هدفا في الحياة، وفاقد للثقة في نفسي, ظننت أن السبب هو بيئة منزلي، وأنها غير مناسبة للدراسة بسبب المشاكل العائلية, أحيانا أشعر بأنه لا مكان لي في هذا العالم.
كل من حولي يدعمونني ويرونني إنسانا ناجحا، وما أمر به عقبة ووساوس من الشيطان، لكن ما أشعر به مختلف, عبارات التحفيز وقصص النجاح أصبحت لا تؤثر في إطلاقا, في الفترة الأخيرة أصبحت أرى الدنيا سوداء، ولا حاجة للعيش، ووصلت إلى فكرة الانتحار، ولا أعلم ما الذي أوقفني، لعل السبب أنني إنسان ضعيف ولا أملك القدرة على ذلك، لا أطيق أن أكون مع أصدقائي، ولا التجول بين الناس، أشعر بأنه يجب العودة للبيت، أعلم أن من صفاتي الوحدة وحب العزلة، ولكنني لم أصل إلى هذا المستوى الذي يجعلني لا أرغب في التكلم حتى مع أهلي.
حينما أريد البدء بتعلم شيء جديد أجد نفسي في بداية الأمر مستعدا ومتحمسا، ولا يمر الكثير من الوقت حتى أتركه, كتطوير مهارتي في اللغة الإنجليزية، كل الكلمات الجديدة أتعلمها، وفي اليوم التالي أنساها بشكل كامل, أخجل من نفسي، كل من حولي يحسنون أنفسهم ويطورونها إلا أنا، أجد صعوبة كبيرة في تطوير ذاتي, حتى في علاقتي مع الله تعالى لا أقدر على تحسينها، دائم السرحان في صلاتي، ولا ألتزم بها، ولا أشعر بالخشوع، حتى عند قراءة القرآن الكريم لا أفهم شيئا, عصيت الله مرات كثيرة، وفي كل مرة أعاهد نفسي أن أتوب وأرجع إلى الله، ولا تمر مدة طويلة إلا وأقع في المعصية.
لا أكره الطب ولا أحبه، لكنني لا أرى نفسي في هذا المجال، فالمجال يحتاج إلى شخص نشيط وكفء، وأنا شخص كسول وبارد، دائما أحاول إقناع نفسي بتغيير التخصص، لكنني لا أجد تخصصا آخر يناسبني، لكن ما يجذبني هو كون مهنة الطب مهنة إنسانية، وتسعى إلى إنقاذ حياة الناس، وهذا شيء عظيم, لو حصل وتخرجت كطبيب أتمنى العمل في المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة، لعل ذلك يكون سببا في كسب رضا الله تعالى.
ولدت في أسرة مفككة، وتركنا والدي عندما كنت في السابعة من عمري، تكفلت والدتي برعايتنا طوال هذه السنوات، ونشأت في بيت جدي, لا أحتمل رؤية والدتي وهي تعاني من رؤية ضياع مستقبلي، وهي التي كان لديها بصيص أمل عندما دخلت المجال الطبي، وأنني سوف أكبر وأصبح رجلا يعتمد عليه، لكن ليس بيدي شيء، فأنا لا أقدر على مساعدة نفسي.
مؤخرا صرت أعاني من مشاكل في النوم، وفقدان الشهية، والإجهاد المستمر، مما جعلني لا أهتم بمظهري عند الخروج من البيت، وأعاني من النقص العاطفي لكوني شديد الحياء عند التحدث إلى الإناث، فأنا أتهرب من أي نشاط اجتماعي داخل الكلية أو خارجها.
قمت بالبحث مسبقا عن الحالة التي أمر بها، ووجدت أنني قد أكون مصابا بحالة اكتئاب، أو يكون السبب من الغدة الدرقية، أو أي أسباب أخرى، أتمنى أن توضحوا لي ما هي حالتي؟ وهل هنالك علاج أو دواء معين؟
شكرا لجهودكم مرة أخرى.