السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 25 سنة، وأنا الآن في شهر العسل، ولا أدري هل المشكلة أنني لا أحب زوجي أم ماذا؟
هذا يومنا الـ16 من الزواج ولم يلمسني إلا مرة واحدة، وأنا السبب لأنني أرفض رفضا تاما الاقتراب، حتى أنني لا أستطيع النظر في وجهه، وفي وقت النوم أضع المخدة كحاجز بيننا، وعند تغيير ملابسي أذهب إلى دورة المياه، أعلم أن تصرفاتي غير طبيعية، أحيانا أصاب بالخفقان والدوخة عند النقاش معه، ما السبب وراء ذلك؟ وهل هناك حل أو علاج؟
ألاحظ أنه يعاني من ذلك، ولكنني لا أستطيع التحكم بنفسي ولا إجبارها، وأنا أتعذب أيضا وأفكر بالانفصال حتى نرتاح، فما هو الحل؟
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك، وردا على استشارتك أقول:
لا أدري ما المقصود من كلامك ولم يلمسني إلا مرة واحدة، هل تعنين أنه دخل بك وتم فض البكارة، أم تقصدين أنه لمسك بيده؟
لم تخبرينا هل كنت تحبين زوجك قبل العرس وحصل التغير بعد الزفاف، أم أنك أكرهت على الزواج منه؟
إن كانت العلاقة قبل الزواج على خير ما يرام، وحصل التغير بعد الزفاف، أو بعد أيام من العقد، فهنالك احتمال أنك قد أصبت إما بحسد أو سحر، وفي هذه الحال لا بد أن تعتذري من زوجك، وتخبريه بأنك لست راضية عن تصرفك، ولكن ذلك غصبا عنك، وأنه ليس بإرادتك، ولا بد أن يبحث عن راق أمين وثقة من أجل تشخيص حالتك، فإن تبين أنك أصبت بشيء مما ذكرت فاستمري بالرقية، وبحضور محرمك حتى تشفي -بإذن الله تعالى-.
لا تفكري بالطلاق أبدا، فإنه ليس حلا، بل الحل أن تبحثي عن الأسباب وتعملي على رفعها، واحمدي الله أن زوجك صابر وإن كان يتألم، فرفع ألمه النفسي بكلمة حانية منك وتبيين السبب.
ارقي نفسك صباحا ومساء بالفاتحة، والمعوذتين، والإخلاص، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وما تيسر من القرآن، والأدعية النبوية، فإن الرقية نافعة -بإذن الله تعالى-.
أوصيك أن تحصني نفسك بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة، فالمداومة على الذكر تصد العين والسحر -بإذن الله-.
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم، كما ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يذهب عنك ما تعانين، وكوني على يقين أن الله سيستجيب لك، وما عليك إلا أن تلحي بالدعاء، وأن تجتهدي في أن يتوفر فيك أسباب استجابة الدعاء وتنتفي الموانع.
أكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في قضيتك هذه أو في غيرها، ونسأل الله سبحانه أن يذهب عنك ما تجدين، وأن يسعدك في حياتك الزوجية.