السؤال
السلام عليكم
دكتور عبد العليم حياك الله، أنا محمد علي صاحب استشارة سابقة في الوسواس القهري لا أتذكر رقمها، نصحتني برفع جرعة البروزاك إلى 20m، وبجانبه الدواء العلاج السلوكي، لكنني أرى أن قلقي زاد، ونومي أصبح متأخرا في الليل، مع ملاحظة أنني لم أذكر في الاستشارة السابقة أنني أعاني من رهاب قوي، لدرجة أنني لا أخرج من البيت معظم الأيام، وأجد صعوبة بالغة في مواجهة الناس.
أعتقد دكتور عبد العليم أن مشكلتي أكثر من 15 سنة مع الوسواس، والتي بدأت برهاب تبعه انطواء، ثم تحول إلى وساوس، فحاليا أرى، والرأي لك دكتور عبد العليم إن أمكن أن ترشدني لطريقة تبديل دواء البروزاك إلى زولفت، وكيفية استخدامه.
ولك خالص تحياتي وشكري، حفظك الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء -أخي- بالنسبة للبروزاك هو أيضا دواء فاعل الآن لعلاج الرهاب، لكن أتفق معك أنه في بداية الأمر ربما يسبب زيادة في النشاط والاستثارة، وربما يؤدي إلى اضطراب في النوم -أنت ذكرت- أنني نصحتك برفع الجرعة إلى 20 مليجراما 20 مليجراما، هي جرعة البداية، ربما أكون نصحتك إلى 40 مليجراما حتى 60 مليجراما، عموما الزوالفت دواء ممتاز، دواء فاعل جدا، وعملية الاستبدال بسيطة جدا، كل 50 مليجراما من الزوالفت تساوي 20 مليجراما من البروزاك، كلى الدواءين متقارب جدا في التركيبة الكيميائية والعلمية، لذا سيكون أمر الاستبدال سهل وسهل جدا، إن كنت مثلا تتناول الآن كبسولتين من البروزاك أي 40 مليجراما، فأوقف كبسولة واحدة واستمر على واحدة، وأدخل الزوالفت بجرعة 50 مليجراما، واستمر على الدواءين مع بعضهما البعض لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك توقف تماما عن البروزاك واجعل جرعة الزوالفت 100 مليجرام، أي حبتين وهذه الجرعة الوسطية التي تفيد معظم الناس وهكذا.
إذا الاستبدال بسيط، ومدة العلاج يمكن أن تكون هي المدة ذاتها التي -ذكرتها لك سلفا-، لكن التوقف عن الزولفت يجب أن يكون متدرجا وليس مثل البروزاك، حيث أن التوقف المفاجئ من الزوالفت قد يؤدي إلى أعراض انسحابية تتمثل في وجود قلق، وتعرق وشعور بالدوخة، هذا قطعا لا نريده أن يحدث، بعد أن تكتمل العملية العلاجية وتحس في حالة ممتازة خفض الزوالفت إلى حبة واحدة يوميا لمدة شهرين مثلا، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم، لا تنسى أبدا التوجيهات السلوكية السابقة والتفاعل الاجتماعي هو خير وسيلة لعلاج الانطوائية، وتطوير المهارات الاجتماعية، وهذا قطعا يقضي تماما على الخوف والرهاب والوسوسة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.