السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر ٢٦ سنة، كنت أعاني من صداع وراجعت دكتورا عاما، وشرحت له الألم، وقلت له: إني خائف من الأمراض، لأني دائما أتوهم وجودها، أعطاني ورقة وملأت البيانات، بعدها قال لي: أنت بك اكتئاب وقلق، ومن حينها وأنا أحس أنني مريض نفسي، جسمي فجأة يبرد، مزاجي أصبح متقلبا، أضحك فجأة، أعصب وأكره من أكون معهم.
أذهب للغرفة أختلي بنفسي، في داخلي أحارب المرض وأقول: لا تستلم هذه حالة نفسية، لا بد أن أحاربها كي أقضي عليها، لكن دائما أفشل، جسمي يبرد فجأة، وكلما كلمني أحد أعصب على أتفه شيء، أتحسس من الضوء، مع أني راجعت طبيبا وقال لي: لديك جيوب أنفية بسبب الصداع، وقام بإدخال كاميرا في أنفي وقال: عندك انحراف في الحاجز.
حياتي انقلبت رأسا على عقب، كنت كثير الكلام والضحك، الآن لا أتكلم، وحزين ٢٤ ساعة، أصحى من النوم فأكون جيدا، وكلما يمر الوقت أصبح أسوأ، أنا خائف يا دكتور، أريد مساعدة، نفسيتي دمرتني، أريد من يحفزني، أنا أخاف من نفسيتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت يظهر أنك شخص حساس وشفوق، وأسأل الله تعالى أن تكون هذه رحمة في قلبك، ولديك شيء من القابلية للقلق، وهذه ليست أمراضا – أيها الفاضل الكريم – هذه مجرد ظواهر بسيطة يجب أن تتجاهلها وأن تحقرها وأن تعيش الحياة بقوة، ولا تكن حساسا حول ما يقال لك، تتأثر إذا قيل لك أن فيك اكتئابا أو قلقا أو شيء من هذا القبيل، ليس من الضروري أن يكون كل ما يقال لك صحيحا، وإذا كان صحيحا فلماذا تقلق؟! فنحن الآن -الحمد لله تعالى- نعيش في زمن فيه إمكانيات طبية رائعة.
الإنسان – أخي الكريم – يمكن أن يعيش حياة طيبة جدا وهانئة، من خلال تنظيم الوقت، أن تكون إيجابيا دائما في أفعالك، وليس أفكارك فقط، أن تكون دائما مثابرا مجتهدا، تسعى لتطوير نفسك، تصل رحمك، تبر والديك، تحرص على صلواتك وباقي العبادات في وقتها، وأن تنظر للمستقبل بإيجابية، وأن يكون لك خطط واضحة لإدارة الوقت، وأن تحسن التواصل الاجتماعي.
أخي الكريم: أنا تحدثت لك عن أشياء قد ترى أنها لا علاقة لها بحالتك، لا، لها علاقة عظيمة وقوية، بل هي علاج حالتك، لأنك أصلا ليس لديك مرض، هي مجرد ظواهر، وأنت سريع التأثر بكل ما يقال لك، والأعراض البسيطة – أخي الكريم – مثل موضوع الجيوب الأنفية وخلافه: هذه أمور بسيطة جدا.
أنصحك ألا تتنقل بين الأطباء، اذهب إلى الطبيب حين تكون هنالك ضرورة، أو اجعل لنفسك مراجعة دورية مع طبيب تثق فيه مثلا مرة واحدة كل أربعة أشهر.
أنا أرى أن تتناول دواء بسطيا جدا، أنت لست محتاجا لدواء للاكتئاب، دواء بسيط يخفف عليك إن شاء الله القلق، ويحسن مزاجك في ذات الوقت. الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعلها خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله. سوف يساعدك كثيرا في إزالة القلق والتوتر، وأسأل الله تعالى لك حياة طيبة.
الرياضة – أخي الكريم عبد الرحمن – ضرورية جدا، تقوي النفوس قبل الأجسام، ولابد أن تكون حريصا على عملك، وأن تطور نفسك مهنيا، تطوير المهارات في العمل يساعد الإنسان كثيرا لأن يكون مستقرا نفسيا، وألا يوسوس حول صحته، خاصة الأعراض الجسدية.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.