السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري ١٧ سنة، أصلي -والحمد لله- لكني أسرق المال من أهلي، وللأسف لا أستطيع التوقف عن هذا العمل، لأنهم بخلاء معي جدا، ولا أريد الاستمرار بأخذ هذه الفلوس لأنها حرام، ماذا أعمل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري ١٧ سنة، أصلي -والحمد لله- لكني أسرق المال من أهلي، وللأسف لا أستطيع التوقف عن هذا العمل، لأنهم بخلاء معي جدا، ولا أريد الاستمرار بأخذ هذه الفلوس لأنها حرام، ماذا أعمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ tarek حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلم أن السرقة عمل قبيح ومحرم، وتعودك على سرقة فلوس أهلك سيجعلك تستمرئ وتعتاد هذا الفعل القبيح مع الآخرين، وتصبح شخصا مجرما في المستقبل، وتقضي على مستقبلك الواعد وتحطمه بهذه التصرفات القبيحة.
لذا: يجب عليك أن تقلع عن هذه العادة السئية، وتكون لك عزيمة وإرادة على ذلك، وأن تعود نفسك على الاقتصاد والتقشف إذا كانت حالة أهلك المادية صعبة، أو أن تقنعهم بالحوار والتفاهم ليزيدوا في مصروفك، أو أن تبحث لك عن عمل مناسب من خلاله توفر ما ينقصك من المصاريف، وتتخلص من هذه العادة القبيحة والمعصية التى تغضب الله سبحانه عليك.
يظهر أنك شخص طيب وفيك خير وخوف من الله، لذلك تشعر بالذنب وتريد التوبة منه، لكنك تشعر بالضعف أمام هذا التصرف وتقع فيه، رغم عدم حبك له، والسبب هو ضعف الإيمان لديك ومراقبة الله تعالى، وطالما أنك شخص تصلي، فالأصل أن صلاتك تمنعك من هذا الفعل، لأن الصلاة المقبولة لها أثر عظيم في منع وقوع المعصية من صاحبها، فعليك أن تجعل صلاتك فعلا صلاة حقيقية تؤثر في تصرفاتك وتمنعك من المنكر والمعصية، فالله تعالى يقول: ﴿اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون﴾.
فهذه الآية ذكرت وسائل لتقوية الإيمان ومنع النفس من المعصية، وهي: تلاوة القرآن الكريم وتدبره، وإقامة الصلاة بأركانها وواجباتها بخشوع وإقبال على الله، والإكثار من ذكر الله كالتسبيح والتهليل والاستغفار ونحوها، فمن حافظ على هذه الأعمال بصدق وإخلاص فإنها تصلح فساد نفسه وتقوي إيمانه.
فحافظ عليها، واستحضر مراقبة الله عليك، وتأمل فضل الله عليك، حيث سترك ولم يفضحك حتى الآن، ولتكن عزيمتك قوية على الإقلاع عنها، وأشعر نفسك بالتحدي أمام النفس الأمارة بالسوء والشيطان، ولا تقل إنك لا تقدر على الترك، فهذا من وساوس الشيطان ليقنعك بالفشل، فليكن تفكيرك إيجابيا، وقل لنفسك: إنني قادر على ترك هذه المعصية، وحدث نفسك بهذا حتى تقتنع، وستنتصر عليها -بإذن الله-.
وفقك الله لما يحب ويرضى.