السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أعاني من ألم مستمر بمجرد الانتصاب في منطقة أسفل الظهر، والخصية اليمنى، ومنطقة الورك بشكل عام، وكثرة التبول، وعند الجلوس لفترة قصيرة يزداد الألم، وذهبت للطبيب، وعملت تحليلا للبول، وقال لي لا يوجد شيء، فما العلاج؟
أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تقول أنك بمجرد الانتصاب تحس بألم حاد في منطقة أسفل الظهر، مصحوبا بألم في الورك والخصية اليمنى، فما عسى أن يكون السبب في ذلك؟
لعل المتهم الأول فيما تعاني منه هو احتقان أو التهاب في منطقة البروستاتا، وفي مثل عمرك غالبا ما يكون السبب هو الاستثارة الجنسية، مع عدم التفريغ، وسيذهب ما تعاني منه بعد الزواج إن شاء الله.
ولعل سؤالك التالي هو ما هي أعراض التهابات البروستاتا؟ ولأجيبك على ذلك، فإنني أقول أن الالتهابات أو احتقانات البروستاتا يمكن تقسيمها إلى التهابات الحادة والتهابات مزمنة.
أما الالتهاب الحاد: فإنه كما يوحي اسمه يكون حادا ومصحوبا بآلام شديدة في أسفل البطن ومنطقة العجان، وهي المنطقة الواصلة بين كيس الصفن المحتوي على الخصيتين وفتحة الشرج، وقد يصاحبه صعوبة شديدة في التبول أو حتى الاحتباس البولي، مع الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم، والذي غالبا ما يحتاج المريض الذي يعاني منه إلى الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج الضروري من المضادات الحيوية الوريدية، وحتى الإجراء الجراحي لتفريع خراجات البروستاتا حمانا وحماك الله منها.
أما بالنسبة للالتهابات المزمنة: فيمكن تقسيمها إلى الالتهابات المزمنة المصحوبة بالعدوى البكتيرية، والالتهابات المزمنة للبروستاتا غير المصحوبة بالعدوى البكتيرية، وأخيرا آلام الحوض المزمنة، والتي غالبا ما تكون حالتك مدمجة تحت هذا التصنيف، وتتعدد أعراض التهابات البروستاتا المزمنة من الحرقان المستمر عند التبول، مع العجلة للذهاب للحمام، والاستيقاظ المتكرر ليلا للتبول، وأحيانا صعوبة إخراج البول إلى آلام عند القذف، وفي أسفل الظهر، وفي الذكر، وبخاصة في حالة الانتصاب، ويكون العلاج بالذهاب إلى طبيب المسالك البولية المختص، والذي يقوم بطلب زراعة للبول والسائل المنوي، وقد يطلب تصويرا بالموجات الفوق صوتية للبطن والحوض، وإجراء فحص للبروستاتا عن طريق فتحة الشرج، والتي تنظر مباشرة إلى غدة البروستاتا، ويتكون العلاج من وصف المضاد الحيوي وما يسمى بمضادات الألفا، وقد تحتاج إلى إجراء منظار للإحليل ومنطقة البروستاتا والمثانة.
وهنا يمكنني أن أطمئنك بأن حالتك ستتحسن بإذن الله وستتحسن بالتأكيد بعد زواجك والممارسة الطبيعة للحياة الزوجية، والتفريغ المستمر.
وأما استخدام العادة السرية: فإنها غالبا ما تفاقم ما تشكو منه وتزيد من الأعراض التي تصفها، وفي حالات نادرة قد يضطر الطبيب المعالج لاستخدام أدوية مثل التوفرانيل لاسترخاء عضلات الحوض ومنطقة المثانة.
هذا والشفاء من الله سبحانه وتعالى، وعلى العبد الصبر على الابتلاء، فإن نتيجة ذلك الأجر العظيم، وأن مآل حالتك للتحسن بمرور الوقت بإذن الله.
شفاك الله وعافاك أخي العزيز.