كيف أتغلب على أعراض القلق والتوتر؟

0 122

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا طالب ماستر بالسنة الأخيرة، قبل أكثر من شهر تم قبولي لعمل تدريب التخرج بالشركة التي كنت أريد -ولله الحمد- غير أن الشركة موجودة بمدينة أخرى غير مدينتي، المهم قبل بدأ التدريب بعشرة أيام انتقلت أنا وصديقي إلى المدينة لكي نبحث عن منزل للكراء الذي سنقطن به طيلة التدريب، ليلة السفر شعرت بخوف شديد لم أعلم سببه، خصوصا وأنه كانت لدي طاقة كبيرة وكنت فرحا، لأنني سأبدأ حياة جديدة بمدينة أخرى، صبيحة يوم السفر وأنا بالقطار بدأت تسيطر على نفسي أفكار سلبية.

بعدما وصلنا وبدأنا بالبحث عن المنزل بدأت دقات قلبي تزداد بشكل غريب، وبدأت أشعر بأن الموت قد اقترب، بل قلت إنني سأموت قبل عودتي لمدينتي (الأعمار بيد الله تعالى) المهم مكثنا يومين ووجدنا منزلا للكراء -والحمد لله- لكن طيلة اليومين كانت دقات قلبي متسارعة، ولدي خوف شديد لدرجة أنه بعد عودتي الكل لاحظ أن وجهي شاحب، تبقى أسبوع لكي أرحل إلى المدينة التي سأقوم بالتدريب بها أنا وصديقي، في بداية الأسبوع كنت كل يوم أشعر بأنني سأموت، وتزداد دقات قلبي، ولا أرغب في الأكل ولا أي شيء سوى النوم، لكن -ولله الحمد- تمكنت من السيطرة على الوضع، وقلت في نفسي الأعمار بيد الله، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

في اليوم الذي سأنتقل فيه عانقت أمي، ولحظة مغادرتي بالسيارة ودعتها، وقلت في نفسي إنها النظرة الأخيرة في وجه أمي، مر أسبوع وأنا أنتظر عودتي للمنزل، بعدما وصلت لمنزلنا عانقت أمي وقلت في نفسي هاأنذا أعانق أمي، وما تلك الأفكار سوى وساوس شيطانية، مكثت يومين مع أهلي، بعدها عدت للمدينة الأخرى، وكلي طاقة إيجابية وفرحة، لأنني أيقنت أن الأفكار التي كانت تراودني بخصوص الموت والمرض ما هي إلا وساوس الشيطان.

مرت ثلاثة أسابيع بخير، لكن بالأسبوع الماضي وبسبب ضغوط مع صديقي (لم تعجبني طريقته في العيش وتسيير المنزل، كل يوم ينهض متأخرا في الصباح وعلي أن أنتظره لأننا بنفس الشركة، وطيلة وقت الانتظار أكون في قلق وتوتر، ولا أقدر على مواجهته، وهذه مشكلتي، لا أقدر على المواجهة بما لا يعجبني) عادت الحالة، ولكن ليست بفكرة الموت فقط، لكن بأفكار جد سلبية، وكل لحظة تجدني أفكر في طريقة العيش التي نعيش بها والتي لا تعجبني، ويزداد قلبي في الخفقان بشدة، حتى إنه في اليومين الأخيرين ظننت أنه لدي مرض ما، وأنني سأموت بنوبة قلبة، لأن قلبي يخفق بشدة بشكل متواصل، حتى عند النوم أحس بأن جسدي كله يخفق بسرعة، وأحيانا أحس برغبة في البكاء.

قرأت بموقعكم أن الأعراض التي لدي هي أعراض نوبات الهلع، وذكرتم طريقة التداوي ببعض الأدوية، فهل لدي نفس الحالة؟ فإن كان كذلك فهل هنالك طريقة للعلاج أو نصائح غير الدواء؟ لأنني لا أستطيع شراءه نظرا لمصاريف الكراء والعيش.

ادعوا لي بأن يشفيني الله تعالى، فلا شافي سواه، جزاكم الله خيرا عنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك هو نوبة هلع مع أعراض قلق وتوتر، وطبعا هناك سبب الذهاب إلى مدينة أخرى، والعيش خارج مدينتك، ومغادرة الأهل، والآن طبعا عدم الارتياح مع الشخص الذي تسكن معه.

طالما أن هناك سبب لما حدث فغالبا ما تختفي هذه الأعراض بزوال السبب، وطبعا أنت في فترة تدريب وبعدها بإذن الله سترجع إلى مدينتك، وعليك باتباع بعض الأشياء التي تساعدك في التخلص من أعراض القلق والتوتر، ومن بينها – أخي الكريم – رياضة المشي، إذا استطعت الآن مع برنامج التدريب أن تمارس رياضة المشي يوميا لمدة نصف ساعة، أو لمدة ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع، أربعين دقيقة مثلا، فهذا أفضل، فالمشي – أخي الكريم – يساعد على خفض التوتر والقلق بدرجة كبيرة.

الشيء الآخر: الالتزام بالصلاة، وقراءة القرآن والدعاء والذكر، هذه كلها تؤدي إلى الطمأنينة، وعليك طبعا خفض الاحتكاك مع صديقك، والاتفاق معه على برنامج محدد وواجبات محددة لكل منكما في هذه الفترة التي تقضونها معا، وإن شاء الله تعالى – كما ذكرت – بمجرد أن ترجع إلى بلدك وأهلك سوف تزول هذه الأعراض بدرجة كبيرة.

وعليك أيضا محاولة تجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، والانشغال بأشياء أخرى، وليس الانشغال بهذه الأعراض، الانشغال عنها وليس الانشغال بها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات