السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة جامعية، في السنة الثانية، أكرمني الله بالتفوق في الفصول التي أتممتها -والحمد لله- اسمي على لائحة الشرف، ومنذ بداية الفصل الثاني وأنا أشعر بخوف كبير وعدم الراحة؛ لأنني بدأت في مواد التخصص، وتخصصي هو لغة إنجليزية فرعي ترجمة، وأشعر بعدم ارتياح وخوف من المواد لصعوبتها، ولكنني أحاول وأرى أنه صعب، لا أعلم ماذا أفعل؟
أشعر باضطراب كبير جدا أن أبقى في التخصص، أو أقوم بالتحويل إلى تخصص آخر مثل العربي، ولكن التحويل صعب علي جدا؛ لأنني لا أحب قول لا أستطيع، ولكن خوفي الكبير من عدم الحصول على علامات عالية. قدمت الامتحان، وحصلت على درجة 2 من 5 في مادة التخصص، وهذا الأمر أحبطني جدا؛ لأنني لم أعتد على هذه العلامات فماذا تنصحونني أن أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا -أختنا الكريمة- وردا استشارتك أقول:
نبارك لك هذا التفوق في دراستك، ونسأل الله تعالى أن ينفعك وينفع بك.
في حياة الإنسان معوقات كثيرة تعترضه منها ما يستطيع اجتيازها ومنها ما لا قدرة له بذلك.
ليس عيبا أن يقول الإنسان لما لا يستطيع فعله لا أستطيع، فالمكابرة تؤدي إلى انتكاسة كبيرة، وربما اصطدم بذلك العائق فأصيب بإحباط دائم، ولكن العاقل من يتجنب تلك العوائق ويغير مساره ليصل إلى مبتغاه.
دخول الشخص في تخصص لا يرغب فيه أو ليس عنده أولويات فيه قد يصيبه بالإحباط فيؤدي إلى ترك التعلم من أساسه، وهذا ما رأيته في قولك عندما حصلت على 2 من 5 في اختبار اللغة الإنجليزية.
لا بد أن تدرسي الفرص المتاحة للتحويل من هذا التخصص إلى تخصص ترغبين فيه ويكون عندك أساسيات أو متطلبات ذلك التخصص.
الإنسان بإصراره قد يجتاز الصعاب كي يحقق طموحاته لكن بشرط أن تتوفر لديه الأسس التي تؤهله لذلك الاجتياز، يقول الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ** فما انقادت الآمال إلا لصابر.
ليكن عندك أكثر من خيار، وآمل أن تختاري التخصص الذي له طلب في سوق العمل، ولا يكن تخصصك مكررا ككثير من التخصصات التي لم يجد أصحابها أي فرصة عمل، واختاري التخصص الذي يكون فيه نفع لأمتك.
لا تنسي صلاة الاستخارة قبل الإقدام على التخصص، وأن تدعي بالدعاء المأثور، وكلي جميع أمورك لله تعالى يختار لك ما يشاء، فاختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.
بعد أن تصلي صلاة الاستخارة انظري ماذا ينقدح في قلبك، ثم ابدئي بإجراءات الانتقال فإن سارت أمورك بيسر وسهولة فاعلمي أن الله قد اختار لك ذلك، وإن تعسرت فهذا دليل أن الله صرفك عنه فانتقلي للخيار الآخر، ولا تغفلي صلاة الاستخارة.
نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يسمعنا عنك خيرا.