أحس أن عقلي وتصرفاتي أصغر من عمري، وتفكيري وانفعالي طفولي!

0 143

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 27 سنة، (أعزب) أعيش في أسرة انطوائية، ومنذ الصغر أعاني من الخجل والتردد وضعف الثقة بالنفس، ومعظم الوقت أفكر وأشرد وعقلي لا يهدأ، وقد كانت لي طموحات أن أكون متفوقا دراسيا، لكن بدأ مستواي العلمي في التدني منذ المرحلة الإعدادية.

حاليا أعمل كعامل عادي، ولم أستطع منذ خمس سنوات أن أستمر في عمل أكثر من 4 أشهر بسبب قلة صبري وتذمري الدائم وإحساسي بعدم الرضا.

بدأت في عمل جديد بعد سلسلة من الخيبات والتوتر والفشل، وكنت متفائلا جدا عندما بدأت بهذا العمل، وأحسست بطاقة إيجابية عالية، لكن في خضم هذا التفاؤل والطاقة الإيجابية تعرضت لموقف وترني لدرجة أنني فقدت الطمأنينة، وأصبحت أتجنب الناس الجدد والازدحام وأتوتر وأخشى أن يشعر الناس أو ينظروا الناس لي بأني معتوه، أو غير متزن، وأصبحت أحس بتشنج واهتزاز في رأسي، عندما أحس بالحرج من الناس، فأخشى أن أرفع رأسي.

قمت بزيارة الطبيب النفسي، فشخص حالتي على أنها قلق معمم + اكتئاب ووصف لي دواء لسترال حبة واحدة صباحا كل يوم، وقال لي إنه يأخذ مفعوله بعد 3 أسابيع، والآن مضى شهرا على تناولي الدواء، لكنني ما زلت أعاني.

طبعا الدكتور شخص الحالة، ووصف لي الدواء فيما لا يتجاوز الربع ساعة، فما أود السؤال عنه هل أعطاني الدواء المناسب؟ وهل علي أن أصبر أو أن أزيد الجرعة؟

وهل هذا الدواء يحل لي مشكلة الشرود والسرحان وكثرة التفكير؟ إذ أنني أحس أن عقلي لا يهدأ، وأحس دائما أن عقلي وتصرفاتي أصغر من عمري، وتفكيري وانفعالي طفولي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو غريب الشامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكرته في مقدمة استشارتك هذا سمات للشخصية، الشخصية الانطوائية الخجولة المترددة، ضعيفة الثقة بالنفس هذه سمات للشخصية منذ الصغر، وكبرت معك وأثرت عليك في حياتك، والآن بدأت تحس بضغطها عليك؛ مما سبب لك قلقا واكتئابا، فالقلق والاكتئاب الذي تعاني منه يا أخي الكريم سببه هو صفات الشخصية السالبة التي أثرت على أدائك في الحياة، وبالذات الاستقرار في العمل، والعلاقات الاجتماعية.

العلاج الأساسي لهذا النوع من الشخصية هو علاج نفسي، هناك جلسات نفسية لتقوية الشخصية من خلال توجيهات سلوكية يطلب منك المعالج النفسي أدائها، ولكن بصورة متدرجة ومنضبطة، ثم يراجع كل أسبوع ما أنجزته، وكل ما تنجز شيء هذا يزيد الثقة في نفسك ويحفزك للقيام بأكثر، أما بخصوص العلاج الدوائي فهو مساعد فقط وليس إلا، وبالذات في الأيام الأولى يساعد على علاج الاكتئاب أو التخفيف منه الناتج عن مشاكل الشخصية.

اللسترال لا بأس به، عليك بالاستمرار فيه ولكن أهم شيء هو العلاج النفسي، عليك التواصل مع معالج نفسي -وإن شاء الله- هذا سيستغرق وقتا، ولكن بالمثابرة وبالمداومة على الجلسات النفسية سوف تستطيع التغلب على هذه الصفات السالبة في شخصيتك، ومن ثم يمكنك أن تتطور إلى الأمام.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات