السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من حرقان وشد في فروة الرأس مع دوخة، ولجئت إلى أكثر من طبيب في جميع التخصصات حتى أصابني خوف شديد ورعب لدرجة، أنني أحسست أن الحياة ليس لها أي معنى، وأنني أكره الدنيا بما فيها، وأحسست أنني تائه مثل السكران وكرهت العمل، وأصبحت في حالة كآبة شديدة.
في هذا الوقت أراد الله أن أذهب إلى طبيب نفسي فأعطاني بعض العقاقير منها (مودابكس - بروثيادين- نيورازين)، وبعد فترة من العلاج تحسنت، وبعدها بفترة ظهرت رعشة في يدي، وذهبت إلى الطبيب فغير العلاج بإنفرانيل 75 مللي + تريتكو + نصف قرص زولام نصف مللي عند اللزوم فقط، والحمد لله تحسنت لفترة ثم عادت الحالة مرة أخرى، ثم تحسنت.
فهذا الموضوع يتكرر مع ملاحظة أن حالة الخوف انتهت والحمد لله، فهل هذا المرض سيظل معي طول العمر؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض التي ذكرتها تدل على أنك مصاب بحالة من القلق المصحوب باكتئاب نفسي، ولتعلم يا أخي أن هذه الحالات منتشرة جدا في هذا الوقت، والأشخاص الذين يصابون بمثل هذه الحالات هم في الغالب لديهم الاستعداد في شخصياتهم وبناءهم النفسي البيولوجي، وحين تأتي أي ظروف غير مواتية أو ضغوط نفسية تظهر الحالة المرضية، وأرى أنك أنت من هذه المجموعة من الناس، ولكن يا أخي أرجو أن لا تنزعج لذلك، فمن حقك أن تتعرف وتمتلك الحقائق حول ما تعاني منه.
لا نستطيع أن نقول إنك ستظل على هذه الحالة مدى الحياة، ولكنك بلا شك لديك القابلية والاستعداد لمثل هذه الانتكاسات التي ذكرتها، ومن أجل التقليل من هذه الانتكاسات أرجو اتباع الآتي:
أولا: ضرورة الإفصاح عما بداخل نفسك، وتجنب التراكمات، خاصة في الأشياء التي لا ترضيك؛ لأن ذلك يؤدي إلى الاحتقان النفسي، والذي بدوره يؤدي إلى ظهور أعراض القلق والاكتئاب.
ثانيا: عليك باللجوء إلى التفسير الايجابي للأمور، بمعنى أن لا تكون متشائما وسلبيا في تفكيرك، ولابد أن تتذكر الإيجابيات الموجودة في حياتك، وتحاول أن تجسدها مهما كانت صغيرة.
ثالثا: لقد وجد أن ممارسة الرياضة، والمشاركة في حلقات التلاوة، وممارسة تمارين الاسترخاء، كلها ترفع وتحسن من الأداء النفسي.
رابعا: أرى يا أخي أنه لا بأس إذا تناولت أحد الأدوية الحديثة، مثل (بروزاك) أو (زيروكسات)، وذلك بواقع حبة واحدة في اليوم لمدة عام، ثم إذا كان البروزاك هو اختيارك، فيمكن أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام، لمدة ستة أشهر أخرى، أما إذا وقع اختيارك على الزيروكسات، فبعد نهاية العام من تناوله يمكن أن تستمر عليه بمعدل نصف حبة يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة كل يومين.
أسأل الله لك التوفيق والشفاء.