هل يؤثر استنشاق البخور أو الروائح الكريهة على الجنين؟

0 191

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آخر دورة بدأت في 15 يناير بعد 34 يوما تقريبا من الدورة السابقة، لست متأكدة تماما من عدد أسابيع الحمل، لكني قلقة كثيرا لعدة أشياء حصلت لي منذ اكتشافي الحمل:

1- ارتفعت الحرارة كثيرا في يوم 18 فبراير، ولم آخذ أي خافض للحرارة خوفا على الحمل إلى أن جاء الإسعاف و أعطاني بنادول، وظلت الحرارة غير مستقرة تماما، ولم آخذ الدواء إلا عند إحساسي بالاحتياج الشديد، وأخشى أن تكون الحرارة والصداع أو الدواء أثر على تكون الجنين كما قرأت.

2- مع الحرارة أصبت بكحة شديدة جدا نتيجة التهاب شعبي، ولكن لم آخذ مضادا لإحساسي بأني تحسنت، مع العلم أنه لازال لدي بعض الكحة إلى الآن، ولا أعرف إن كنت ضررت الجنين بذلك.

3- أنا مصاب بالنوع الثاني من السكر، و قبل اكتشافي للحمل تعرضت لضغوط نفسية، وصرت أكثر من تناول الحلويات كل ليلة، وأشعر بعدها بتعب بعد علمي بالحمل توقفت عن الحلويات، واستمريت على علاجي وهو كلوفوكاج اس آر، وعند زيارة الطبيب في 23 فبراير طلب مني التحليل عدة مرات في اليوم، وبعدها بأسبوعين ذهبت مجددا، فتفاجأ من ارتفاع السكر فوصف لي انسولين 3 مرات قبل الأكل، ومرة قبل النوم، ومع ذلك ظل السكر عاليا أحيانا يصل إلى 280 أو أكثر من 200، وإلى الآن لم ينتظم، وأنا في قمة القلق؛ لأن سكري مرتفع منذ أن حصل الحمل إلى الآن، وقرأت أنه يسبب تشوهات للأجنة في الشهور الأولى، فهل هذا يحصل مع كل الحالات المصابة؟

4- حدثت مشكلة في تصريف دورة المياه، وقام زوجي بوضع 6 علب مسلك للبواليع، وظلت الرائحة قوية جدا في البيت وبعدها قمنا بتبخير البيت، وظلت الرائحة قرابة يومين في الماء الراكد في الحمام، وهكذا فقد تعرضت لاستنشاق هذه المواد عدة مرات، بالإضافة لدخان البخور، ولا أعرف هل سيؤثر ذلك على الجنين؟

5- لدي قصور في الغدة الدرقية منذ سنوات وتفاجأت الأسبوع الماضي بأن المعدل 5.5، وطلب مني زيادة الجرعة وأخشى أن يكون هذا النقص قد أثر على الجنين منذ بداية الحمل إلى الآن.

6- حصلت مشاكل كثيرة ومشاجرات مع شريك حياتي مما جعلني عصبية جدا، وكثيرة البكاء والصراخ والنرفزة لدرجة أن قلبي يظل يخفق لعدة ساعات بسرعة قبل أن يهدأ.

7- لدي موعد التراساوند هذا الأسبوع، فهل من الممكن الحكم على سلامة تكوين الجنين وخلوه من التشوهات في هذا الوقت المبكر من الحمل؟

أعتذر للإطالة والإثقال عليكم بأسئلتي ولكنني أصبحت أسيرة القلق خصوصا أنني تجاورت منتصف الثلاثينات، وكنت أنتظر هذا الحمل منذ عدة سنوات، وكلما قرأت شيء عن مشاكل الأجنة يزداد خوفي خصوصا مع ما تعرضت له منذ بداية الحمل.

أشكر سعة صدركم، وجزاكم الله خيرا، وأرجو منكم الدعاء بسلامي وسلامة ما أحمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة جميل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لعمر الحمل عندك على حساب الدورة الشهرية, فهو تقريبا 9 أسابيع, لكن وبما أن الدورة الشهرية عندك غير منتظمة، فلا يمكن الاعتماد كليا على حساب الدورة, بل يجب الاعتماد أيضا على التصوير التلفزيوني, فإذا كان التصوير موافقا لحساب الدورة, فيمكن الاعتماد عليها, أما إذا اختلف الحساب بينهما, فيجب الاعتماد على حساب التصوير التلفزيوني.

بالنسبة لسؤالك عن تأثير ارتفاع الحرارة والالتهاب والروائح الكيميائية والكحة، وغير ذلك من العوامل الضارة فأقول لك: إن تأثير هذه الأشياء على الحمل في المراحل المبكرة منه يكون بالشكل الذي نسميه: (إما كل شيء أو لا شيء), وهذا يعني: إما أن يكون التأثير بقتل خلايا الحمل، ومن ثم حدوث الإجهاض, أو بعدم تأثر خلايا الحمل كليا واستمرار الحمل بشكل طبيعي, والسبب في مثل هذا القانون هو أن الحمل في المراحل المبكرة يكون على شكل بضع خلايا قليلة العدد، ولم يصل بعد إلى مرحلة تشكل الأعضاء بعد, والخلايا لا تتشوه، بل تموت عندما تتعرض للعوامل الضارة, أما ما يتشوه فهو الأعضاء فقط, لذلك إذا تم عمل التصوير الآن، وظهر كيس الحمل والنبض فيه بشكل طبيعي, فلا يكون لأي من العوامل السابقة الذكر أي تأثير على حملك بإذن الله تعالى.

بالنسبة للغدة الدرقية, فالتحليل عندك فيه ارتفاع، لكنه بسيط جدا, وهذا يدل على الأرجح بأن وظيفة الغدة كانت عندك منتظمة قبل الحمل, ومن الطبيعي أن تتغير وظيفة الغدة الدرقية خلال الحمل، وذلك بسبب تأثير الهرمونات, لذلك أطمئنك بأنه إذا كنت منتظمة على تناول علاج الغدة من قبل الحمل, فلن يكون لها تأثير ضار على الجنين بإذن الله تعالى, فالتأثير الضار للغدة الدرقية ينجم عن وجود اضطراب فيها غير معالج لمدة طويلة, أما التغير البسيط في وظيفتها ولفترة قصيرة, فلا تأثير له بإذن الله تعالى, لكن من المهم الآن ضبط الغدة بشكل جيد عندك, بحيث يبقى مستوى الهرمون دون 2,5 .

بالنسبة للسكري فإنه يرفع قليلا من نسبة التشوهات في الجنين, وعندما نقول ذلك فهذا يعني ما يلي: في الحالة الطبيعية احتمال ولادة طفل مشوه عند أي سيدة سليمة ليس صفرا، بل هو في حدود 4٪ , وهذه نسبة ثابتة في كل أنحاء العالم، ولا يمكن منعها أي هي خارج عن سيطرة الأطباء, فإذا كانت السيدة لديها مرض السكري, وكان غير منضبط, فإن هذه النسبة عندها سترتفع وتصبح في حدود 7٪ تقريبا, وكما ترين فإن هذا الارتفاع في النسبة ليس كبيرا, وبالتالي لا يستدعي منك كل هذا الخوف والقلق.

بالنسبة للتصوير التلفزيوني, فإن التصوير الذي يمكنه إظهار التشوهات في الجنين- إن وجدت -لا قدر الله- يتم عند بلوغ الحمل 18-20 أسبوعا, أما قبل ذلك فمن الصعب جدا إظهار بعض التشوهات؛ لأن أجهزة الجنين وأعضاءه لا تكون قد اكتملت بعد, لذلك فإننا نعتمد على التصوير في هذا العمر أي عند 18-20 أسبوعا, وليس قبل.

إذا - يا ابنتي- حتى لو كانت لديك بعض المشاكل الصحية, فالاحتمال المرجح هو أن لا يتأثر الجنين بها, ونصيحتي لك هي بالأخذ بالأسباب والاستمرار في المتابعة لضبط السكر والغدة الدرقية, ثم بعد ذلك التوكل على الله عز وجل فهو خير الحافظين.

أسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات