السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أنا شاب عمري 18 سنة، وأخبرني صديق أنه بعد الكفر -والعياذ بالله- ثم الإيمان يغفر الله جميع السيئات، ما حكم هذا القول؟ وهل عند التوبة من الذنب يغفر الله جميع ذنوبي أم هذا الذنب فقط؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أنا شاب عمري 18 سنة، وأخبرني صديق أنه بعد الكفر -والعياذ بالله- ثم الإيمان يغفر الله جميع السيئات، ما حكم هذا القول؟ وهل عند التوبة من الذنب يغفر الله جميع ذنوبي أم هذا الذنب فقط؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mo Ha Med حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا وسهلا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، ويصلح شأنك، والجواب على ما سألت:
- لا شك أن الكافر إذا تاب وأعلن إسلامه فإنه يغفر له كل ذنوبه التي عملها قبل إسلامه، كما قال تعالى: " قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين" الأنفال 38.
قال ابن سعدي:" هذا من لطفه تعالى بعباده لا يمنعه كفر العباد ولا استمرارهم في العناد، من أن يدعوهم إلى طريق الرشاد والهدى، وينهاهم عما يهلكهم من أسباب الغي والردى، فقال: {قل للذين كفروا إن ينتهوا} عن كفرهم وذلك بالإسلام لله وحده لا شريك له، {يغفر لهم ما قد سلف} منهم من الجرائم {وإن يعودوا} إلى كفرهم وعنادهم {فقد مضت سنة الأولين} بإهلاك الأمم المكذبة، فلينتظروا ما حل بالمعاندين، فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون.
وفي الصحيح: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعمرو بن العاص:" أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟ رواه مسلم.
وجاء أيضا في الصحيح من حديث أبي وائل عن ابن مسعود، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من أحسن في الإسلام، لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام، أخذ بالأول والآخر"رواه البخاري برقم 6921، ولذلك يشترط حتى يكفر الله ذنوب من أسلم من كفره أن يكون مخلصا في إسلامه، وأما من لم يخلص باطنه في إسلامه كان منافقا، ولا ينهدم عنه ما عمل به في الجاهلية من الكبائر بالنفاق بل بالإسلام الخالص، فينضاف نفاقه المتأخر إلى كفره المتقدم، فيكون مع المنافقين في الدرك الأسفل"، ذكر هذا المعنى القرطبي في تفسيره.
وأما سؤالك وهل عند التوبة من الذنب يغفر الله جميع ذنوبي أم هذا الذنب فقط؟
والجواب عن هذا فيه تفصيل على وجهين:
- الوجه الأول: أن من وقع في الذنب فتاب من هذا الذنب ومن غيره من الذنوب، فتاب توبة عامة، فتصح توبته من كل ذنوبه، ويغفرها الله له إذا أخلص وصدق في توبته.
- وأما الوجه الثاني: أنه إذا تاب من بعض ذنوبه، ولم يتب من الباقي، ولم يتب توبة عامة، بل خص التوبة من ذنب معين، فإنه يغفر له من الذنب الذي تاب منه، وبقي عليه لزاما أن يتوب من غيره من الذنوب.
وفقك الله لمرضاته.