أصبحت أخاف التحدث أمام الناس بعد أن كنت جريئا، فما السبب والعلاج؟

0 99

السؤال

السلام عليكم..

‎لقد كنت شخصا قياديا، ولدي جرأة للدخول والتحدث مع أي شخصية مرموقة، أو أن أتحدث أمام جموع من الناس، لكن بعدما بدأت حياتي العملية أصبحت أشعر بالخوف والارتباك من النقاش مع من هم أعلى درجة وظيفية مني، وأشعر بالارتباك، وأتعرق بشكل ملحوظ من وجهي، وتتسارع دقات قلبي، وأحس ببرودة في يدي لدرجة أن من أتحدث إليه يقول لي لماذا أنت مرتبك هكذا؟ وأنا لا أعلم لماذا أنا مرتبك؟ فقط أشعر بخوف، وأحيانا عندما أدخل في نقاش أو يلومني مديري على خطأ أرتبك، لدرجة أن صوتي يتغير ولا أستطيع التفوه بكلمة.

‎أيضا أنا أحفظ نصف القرآن، وعادة الناس يختارونني لأن أكون إماما، لكن بدأت مؤخرا هذه الأعراض تظهر وأنا أصلي بالناس، وخاصة تسارع دقات القلب بقوة، وارتجاف، وتغيير في الصوت.

‎أرجوكم ساعدوني، علما بأني ذهبت لطبيب قلب وغدة وباطنية، وكل فحوصاتي كانت سليمة.

‎وتأميني الطبي لا يشمل العيادات النفسية، وأنا حالتي المادية صعبة قليلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى -أخي الكريم- أن يغنيك من فضله، حالتك إن شاء الله بسيطة جدا، لديك نوع من الخوف الاجتماعي البسيط، وهو خوف ظرفي، أي يحدث في مواقف معينة، وأما من أشخاص معينين.

الإنسان مكرم، والناس سواسية، ولا فرق بين إنسان على إنسان إلا بالتقوى، وأنت أحسبك من المتقين، فأنت -أخي الكريم- إن شاء الله درجتك عليا، فما الذي يجعلك ترهب الناس، أنت تحفظ نصف القرآن هذه هبة وموهبة عظيمة جدا، فأنت أفضل من الكثير والكثير من الناس.

وحين تنظر إلى الناس انظر إليهم باحترام، هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، ومن تخاف أمامهم حتى وإن كانوا من ذوي المناصب العليا، تذكر أنهم بشر مثلي ومثلك، يعملون ويأكلون ويشربون ويتغوطون ويمرضون ويموتون ليس الأمر أكثر من ذلك.

أن نحترم الناس لكن لا نخاف منهم أبدا، وأنت محتاج لنوع من الامتزاج الاجتماعي، وذلك بجانب تغيير المفاهيم والتي حدثتك عنها سلفا.

احرص -أخي الكريم- على الصلاة مع الجماعة في الصف الأول، والناس تطلب منك أن تصلي بهم تأمل هذا الموقف العظيم -أخي الكريم- حين تكبر للإحرام وترفع يديك ترفعها مستسلما لملك الملوك، فلماذا تخاف غيره؟ أن أعرف أن الأمر لا علاقة له بشخصيتك فشخصيتك محترمة وليس لك ضعف في الإيمان ولكن هناك مفاهيم خاطئة، أخي الكريم يا حبذا لو بدأت تعلم القرآن وفي هذا أجر عظيم، وفي نفس الوقت سوف تؤهل نفسك اجتماعيا سوف تزيل الرهبة والخوف، وأنا أنصحك أيضا بممارسة رياضة جماعية مع بعض الإخوان والأصدقاء.

واحرص تماما أن تكون لغتك الجسدية لغة جيدة حين تخاطب الآخرين، وتعابير وجهك اجعلها منبسطة، واعلم أن تبسمك في وجه أخوتك صدقة، لا تحتقن داخليا لا تكتم؛ فالكتمان يولد طاقات نفسية سلبية منها القلق والمخاوف.

وأبشرك أنه توجد أدوية ممتازة جدا تعالج مثل حالتك هذه، وتعالجها بصورة ممتازة، هنالك دواء يعرف باسم زيروكسات أو باروكستين، والزيروكسات سي أر سيكون هو الأفضل، ابدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهرين ثم ارفع إلى 25مليجراما يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها 12.5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرا، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، هذا دواء ممتاز وفاعل ويزيل المخاوف تماما إن شاء الله تعالى، خاصة إذا دعمته بالإرشادات السابقة التي ذكرتها لك.

الزيروكسات دواء سليم غير إدماني، ومن آثاره الجانبية البسيطة أنه ربما يفتح الشهية للطعام عند بعض الناس، فإن حدث لك هذا يجب أن تكون محتاطا لأن لا يزداد وزنك، كما أنه قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على الحياة الصحية الذكورية أو الإنجابية عند الرجل.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات