السؤال
السلام عليكم.
ابنتي حامل بتوأمين في الشهر السادس، توفي أحدهما في الأسبوع الثامن عشر وما زال في بطنها. التوأمان منفصلان كل منهما بكيس ومشيمة منفصلة.
والآن الحمل مستمر، والأطباء قالوا لا شيء يستدعي التدخل الطبي، فما رأيكم؟ هل سيستمر الحمل بدون مضاعفات؟ علما بأن الجنين حي، والأم بصحة جيدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الحمل بالتوائم يعتبر من الحمول عالية الخطورة, ونقصد بذلك أن احتمال حدوث اختلاطات في الحمل بالتوائم هو أعلى منها في الحمل المفرد, ومن ضمن هذه الاختلاطات هو وفاة أحد الأجنة.
عندما يكون الجنينان بكيسين منفصلين, فإن وفاة أحدهما هنا تكون أقل ضررا على الجنين الآخر وعلى الأم مما لو كان التوأمان في كيس واحد, لذلك أقول لك: اطمئني, ففرصة أن يستمر الحمل ويكمل الجنين الثاني بسلام هي فرصة عالية -بإذن الله تعالى-, لكن بالطبع يجب أن يتم عمل مراقبة دقيقة للحمل وبفترات متقاربة, لأن احتمال حدوث بعض الاختلاطات يبقى واردا، وهو أعلى من الحالة الطبيعية, ومن هذه الاختلاطات: ارتفاع نسبة حدوث الولادة المبكرة، نقص في نمو الجنين, تمزق في الكيس ونزول السائل الأمنيوسي, انفصال المشيمة, ارتفاع في نسبة الولادة عن طريق العملية القيصرية.
وعندما نقول بأن هذه الاختلاطات تحدث بنسبة أعلى من الطبيعي, فهذا لا يعني بأنها ستحدث حتما، أو بنسبة عالية, لكن نعني بأن احتمال حدوثها في مثل هذه الظروف, أي عند وفاة أحد الأجنة يصبح أعلى من الحمل الطبيعي أو المفرد, لذلك يجب مراقبة حالة الجنين الحي، وذلك عن طريق عمل تخطيط لقلب الجنين CTG وتصوير تلفزيوني, وتحاليل دم للأم، وأهم هذه التحاليل: CBC-PT-PTT-FIBRONOGIN
وعندما يتم التأكد بأن رئتي الجنين قد أصبحتا ناضجتين, أو إذا الحمل وصل إلى عمر 37 أسبوعا, فهنا يجب عدم الانتظار أكثر, بل يجب توليد الأم، إما ولادة طبيعية أو قيصرية حسب ظروف الحمل في ذلك الوقت, لكن إذا حدثت أي مشاكل -لا قدر الله- قبل ذلك، مثل: نقص النمو, نزول الماء, انفصال المشيمة، أو غير ذلك، فهنا يجب توليد الأم فورا, ويجب أن تتم الولادة في مستشفى فيه وحدة خداج جيدة.
نسأل الله عز وجل أن يتم لابنتك حملها على خير.