السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبي رجل كبير بالسن، وقد أصيب بجلطة بالمخ قبل سنتين تقريبا، ويعاني من ضغط وسكر، ومشاكل في وظائف الكلى، مع العلم أن ذاكرته ضعيفة، والآن يعاني من خوف وهلع من الذهاب لدورة المياه -أكرمكم الله-، وأيضا صعوبة بالمشي والاستجابة عندما نريد أن يذهب لدورة المياه أو الخروج من الغرفة أو الخروج من المنزل، ويقوم بالسب واللعن وبالضرب لمن يحاول مسكه أو مساعدته بالذهاب بشكل كبير، بالإضافة إلى الصراخ طوال اليوم بدون أي سبب.
أحضرنا طبيبا نفسيا ولم يستطع التعامل معه، ولم يستجيب أبي لأسئلته ولم يعطيه اهتماما، وأعطاه حبوب مضادة للاكتئاب اسمها (valdoxan 25mg) بعد أن طلب تحليل للكبد وأجريناه له والمعدل مناسب، مع العلم أن والدي يستخدم حبوب الضغط والسكر والأسبرين.
وسؤالي: هل يوجد علاج مناسب له؟ وهل هناك أضرار سلبية من استخدام valdoxan؟
أتمنى أن يكون لديكم العلاج المناسب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لوالدك الصحة والعافية.
الجلطات الدماغية مع وجود مرض السكر واضطراب في وظائف الكلى ووجود ارتفاع في ضغط الدم واضطراب في ذاكرة الوالد، هذا يدل أنه يعاني بالفعل من حالة مزاجية قلقية توترية، وفي ذات الوقت لا أستطيع أن أستبعد أبدا أنه لديه بدايات ما يعرف بالخرف الوعائي وهو ضعف الذاكرة مع بعض التصرفات السلوكية اللإرادية، وكذلك العبارات اللفظية التي تبدر هنا وهناك.
قطعا إحضار الطبيب النفسي له -جزاكم الله خيرا- هو قرار سليم، وما دام الطبيب قد قيمه وأعطاه عقار فالدوكسان فهو عقار سليم جدا، فقط كما تفضلت لا بد من إجراء تحليل لوظائف الكبد قبل بداية العلاج وكذلك في الأسبوع السادس من بداية العلاج، ثم الأسبوع السادس ثم الأسبوع الثاني عشر، الوالد أيضا قد يحتاج لأحد الأدوية التي قد تساعد في التحكم في انفعالاته ومن هذه الأدوية العقار الذي يسمى رزبيريادون بجرعة صغيرة مثل نصف أو 1 مليجرام، لكن الإشكالية أن هذه الأدوية هنالك تقارير طبية معتبرة كثيرة جدا تشير أنها هي في حد ذاتها قد تكون سببا للجلطات الدماغية هذا نادرا ما يحدث، لكن أحد المحاذير الطبية التي لا بد أن نراعيها.
عموما، دع الوالد يستمر على الفالدوكسان وأسأل الله تعالى أن ينفعه بهذا الدواء، ومن الأفضل أن يتناول الدواء مساء، لأن الفالدوكسان يحسن النوم قليلا، وقطعا مراعاة الوالد والصبر عليه وإن شاء الله تعالى فتح لكم بابا من أبواب الجنة هذا أيضا جزء من علاجه، وحاولوا أن تتحدثوا معه حول الأشياء التي كان يحبها وأن تعطوه دائما رسائل إيجابية.
بالنسبة للمشي؛ قطعا الجلطة قد تكون أثرت عليه في هذا السياق، لكن بصفة عامة أنصح وأوصي بأن تراعوه كثيرا من السقوط، لأن هؤلاء المرضى والذين في سنه عرض جدا لكسور في عضمة الحوض، فأرجو مراعاته في الحمام واتخاذ التدابير اللازمة، إن شاء الله تعالى الطبيب يقوم بمراجعته مرة أخرى أو تذهب أنت بعد أسبوعين أو ثلاثة مثلا لتخطر الطبيب بنتائج العلاج الدوائي ومواصلة الأسبرين قطعا مهمة مع بقية الأدوية، وفحص الكبد مهم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.