السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ سنوات من بارتيكاريا مزمنة تدوم فترات طويلة من 2 شهر - 6 شهور ثم أشفى منها، والحمد لله.
أحيانا كانت تنفع معي العلاجات، ثم أصبحت لا تعطي نفس النتيجة، وذهبت لأطباء كثيرين، والبعض أعطاني مضادات هيستامين مثل: (تل فاست 120 وكلاريتين وزيرتك واتاراكس)، ولكن بغير نتيجة تذكر!
أحد الأطباء بعد تجربة العديد من الأدوية وصف لي حقة كروتيزون، أعتقد أنها (كيناكورت) لا أتذكر كم مللي، وأتت بنتيجة رائعة، وشفيت تماما، وبعد عدة شهور عادت!
كررت الحقنة ولم تعط نفس النتيجة، وذهبت لطبيب آخر وأعطاني (ليفست)، وكان ممتازا جدا، وقضى عليها تماما أيضا، ولكن عندما عادت بعد عدة أشهر أصبح الدواء لا يجدي معها.
كتب لي نفس الطبيب الأخير على حقنة أخرى كورتيزون لا أتذكر اسمها بدقة، وكأنه (ديبرفوس) أو اسما قريبا من ذلك، وأيضا بدون فائدة، وبعد مدة شهر اختفت بنفسها.
العام الماضي جاءت واستمرت معي مدة أربعة شهور، ثم تحسنت كثيرا بعد أخذ (كلاريتين) لكن لم أشف منها تماما.
ذهبت لصيدلية وطلبت حقنة (كورتيزون) للحساسية، وأعطاني واحدة لا أتذكر اسمها، ولكنها لم تعط فائدة، وظلت الحالة كما هي حتى ذهبت من تلقاء نفسها بعد فترة شهرين، ومنذ فترة وأنا أعاني منها.
أخذت كلاريتين ولم تجد معي، قللت قليلا من الأعراض فقط، أخذت ليفيست قلل أيضا، لكن لم أشف منها أيضا.
نبذة بسيطة عن شكل الارتيكاريا التي أشعر بها، وعند بذل مجهود أو شرب شيء ساخن أو التعرض لموقف مفاجئ أو محرج يبدأ جسمك بالوغز، وإذا قمت بحك مكان الوغز يزداد أكثر ثم تظهر بثور على الجلد، ولكنها تختفي بعد عدة دقائق بعد اختفاء المؤثر، ويعود الجلد كما كان.
أرجو الإفادة بعلاج شاف منها، لأني أعاني منها منذ فترة، وهي مؤلمة وتحد من حركتي وحياتي بشكل كبير.
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعلم وأقدر معاناتك، ولا بد أن تعلم طبيعة المشكلة التي تعاني منها، وأن تستخدم العلاج المفيد بشكل آمن وفعال، قدر المستطاع، فمرض الأرتيكاريا أو الشرى في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى.
في الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
النوع الأول: الحاد، والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة: (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي و...) أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.
النوع الثاني: المزمن، يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل أمراض الغدة الدرقية.
توجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، أو التعرض للشمس، و في العادة تلك الأنواع من الارتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد نحو خمس دقائق من التعرض للمسبب وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي! ومن الممكن أن تقل الارتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت.
أتصور من خلال الوصف الذي ذكرته أنك تعاني من نوع من أنواع الارتيكاريا المادية المرتبطة بزيادة درجة حرارة الجسم، والتعرق، ومن الممكن أن تظهر تلك المشكلة عند تناول المأكولات الحارة أو الساخنة أو أي نشاط أو فعل يؤدي إلى التعرق، وذلك نتيجة إفراز مواد كيميائية عند سخونة الجسم، وبداية التعرق.
العلاج يكون بتجنب التعرق قدر المستطاع، والحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة، وأخذ حمام بارد بعد ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو ممارسة الرياضة مباشرة، وتجنب الملابس الثقلية، والمأكولات والمشروبات الحارة.
إذا كان ذلك غير كاف للسيطرة على المشكلة، فيمكن تناول أقراص الـcetrizine or levocetrizine 5mg tab مرة واحدة يوميا لمدة شهر إلى شهرين، والمتابعة مع طبيب الأمراض الجلدية للوقوف على النتيجة، والتعامل مع أي متغيرات قد تحدث، وللتأكد أيضا من التشخيص، ومعالجة أي مشكلات، أو أمور قد تكون متعلقة بتلك الحكة.
قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الارتيكاريا في أن واحد، وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا بصفة عامة يكون بوصف بعض مضادات الهستامين H1 من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة، ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات أو إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل، أو مرض، رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة، وقد يصف الطبيب علاجات أخري من مضادات الهستامين H2 أو بعض الفئات الأخرى من الأدوية التي تستخدم في علاج الأرتيكاريا عند اللزوم ولكن بعد استخدام الأدوية المتعارف عليها بالشكل الصحيح المتعارف عليه علميا.
لا يستخدم الكورتيزون في علاج الأرتيكاريا إلا في أضيق الحدود، ولفترات قصيرة في الحالات الشديدة فقط؛ وليس متعارفا عليه أن يستخدم بالطريقة المذكورة، لأن ذلك قد ينجم عنه آثار جانبية حقيقة، والعلاج يكون بالعلاجات، وبالأسلوب المذكور للتحكم في الأعراض التي تعاني منها بشكل آمن، كما ذكرت في الفقرة السابقة بمساعدة طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.