السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة منذ خمس سنوات، عمري الآن 23 سنة، أتعبتني ودمرت حياتي ونفسيتي ودراستي، دخلت الجامعة منذ أربع سنوات، درست فيها الطب لمدة أربع سنين، والآن حولت للهندسة، وذهبت علي الأربع سنين، والآن بدأت من الصفر، والحمد لله على كل حال.
المشكلة بدأت معي منذ خمس سنوات، ذهبت للحلاق واستخدم في وجهي مادة اسمها (شبة) توقف نزيف الدم، وكانت مليئة بالدم، عدت إلى البيت وأنا موسوس، وبدأت أقرأ عن الأمراض التي تنتقل بالدم، فقرأت عن الإيدز، ومن يومها وأنا متأكد أن لدي هذا المرض، فكلما ذهبت لأحلق أقول الآن أتاني هذا المرض، وأصبت بالاكتئاب والقلق والتوتر والهلع.
ذهبت لطبيب نفسي فوصف لي باروكسات، استمريت عليه سنة، وعدت مثل الأول، وبعدها استخدمت رياسرتال لمدة سنة، وبعدها سبراليكس لمدة سنة، والآن أستخدم ولباترين 300 ذهب الاكتئاب -ولله الحمد- ولكن الآن أعاني من القلق الشديد والتوتر والتوهمات المرضية والهلع، وأنا مقدم على خطوبة، وأريد أن ألغيها، خوفا أن يكون لدي مرض الإيدز، لا أجرؤ على عمل تحاليل أبدا، أصبحت متأكدا أن لدي هذا المرض، هذا التفكير دمر حياتي.
كذلك أعاني من الأعراض التالية: خمول، انتفاخات تحت الإبط مؤلمة، حكة في جميع أنحاء الجسم، تعب عام، صداع، تشتت الرؤية، فهل هناك تحليل غير تحليل hiv أعمله ليطمئنني؟
أعتذر عن الإطالة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح - أخي الكريم - أنك تعاني من مخاوف مرضية، وأنت لم تعان من الـ (HIV) ولو قلت لك: قم بإجراء فحوصات الدنيا قد لا تقتنع، فأقفل هذا الباب تماما.
إذا كانت الفكرة مستحوذة ومهيمنة ومسيطرة - كما هو واضح - يمكن أن تذهب لمرة واحدة فقط لطبيب مختص في الأمراض الانتقالية، وناقش معه هذا الموضوع، هذا أفضل لك، ولا تتنقل بين الأطباء، ولا تحاول أن تقوم بأي فحوصات لوحدك، هذا قد يزيد من الوسوسة، وأنت طالب في كلية الهندسة وبدأت حياة جديدة، والسنوات التي درستها في الطب نعم نعتبرها وقتا قد ضاع نسبيا، لكن إن شاء الله تعالى ليست مضيعة كاملة، فقد استفدت واكتسبت معلومات طبية قيمة، ومارست بعض الشيء، فما اكتسبته من علم ومعرفة سوف يفيدك في مهاراتك الحياتية ومهاراتك الدراسية المستقبلية، حتى وإن كنت سوف تدرس تخصصا مختلفا تماما، وتفيدك أيضا في حياتك العملية والحياة الصحية أيضا، فلا تأس أبدا على شيء فاتك، ولا تذهب نفسك حسرات، فالقادم أفضل كثيرا، إذا تجاهل هذه المخاوف والذهاب إلى طبيب مختص في الأمراض الانتقالية لمرة واحدة والاستماع إليه، ولا تقم بأي إجراء فحوصات لوحدك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: ربما يكون تخفيف الـ (ويلبيوترين) إلى مائة وخمسين مليجراما، وتناول عقار (سيرترالين) ليلا بجرعة خمسين مليجراما، هذا قد يكون أفضل كثيرا جدا بالنسبة لك، لأن السيرترالين - والذي يعرف تجاريا باسم لسترال أو زولفت - دواء رائع، دواء ممتاز لعلاج المخاوف والقلق والتوترات.
الرياضة يجب أن تكون جزءا من حياتك، فهي تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، والتعب العام والصداع وغيره: هذا قد يكون من الإجهاد النفسي وكذلك الجسدي، وهنا يأتي دور الرياضة.
أيها الفاضل الكريم: بصفة عامة وجد أن حسن التواصل الاجتماعي وتطوير الذات تصرف انتباه الإنسان عن هذه المخاوف، فاحرص على تطورك الاجتماعي وتواصلك، ومارس الرياضة بانتظام، واحرص على الصلاة في وقتها مع الجماعة، واحرص على تلاوة القرآن والدعاء والذكر على الدوام، خاصة أذكار الصباح والمساء، والزم بر والديك، واكتسب واحرص على ذخيرتك العلمية والمعرفية، والمستوى الثقافي، وصاحب الصالحين واختر الرفقة الطيبة التي تعين على الخير وتحثك عليه، وتنهاك عن الباطل أو الشر وتعينك عليه, هذه كلها أشياء مهمة في الحياة لترتقي بصحتك النفسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.