من أجل منع نفسي من تكرار الفعل دعوت على نفسي، فهل هناك طريقة لمنع الدعوة من أن تستجاب؟

0 126

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كنت أفعل فعلا يمنعني عن المذاكرة واستذكار دروسي، فعاهدت الله كثيرا أني لن أفعل هذا الفعل حتى لا يمنعني عن استذكار دروسي، ولكن للأسف أعود إليه، فدعوت الله أني إذا عدت لهذا الفعل أن يحرمني الله من شيء أتمناه كثيرا، وكنت صادقا في دعوتي، ولكني عدت لهذا الفعل مجددا، فهل هناك وسيلة لرد دعوتي؟ لأني لا أستطيع استذكار دروسي اعتمادا أن الله استجاب دعوتي، ولا يمكن تحقيق هدفي الذي أتمناه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zeyad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك السداد والتوفيق، والجواب على ما ذكرت يمكن في الآتي:

- من المعلوم أن الإنسان بطبعه قد يغفل ويستزله الشيطان الرجيم إلى الوقوع فيما حرم الله تعالى، ولقد أحسنت أنك سارعت إلى التوبة والاستغفار، وهذا هو الواجب علينا كلما أذنبنا نسارع إلى التوبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

- واعلم أن من تاب لله، وكان صادقا في توبته، وندم على ما كان من الإثم، وعزم أن لا يعود إلى ذنبه؛ فقد تقبل الله توبته فيما مضى، ومحي عنه ذنبه؛ ولا يؤاخذ به بإذن الله تعالى؛ لا في الدنيا ولا في الآخرة، فإذا عدت إلى الذنب مرة أخرى فتب إلى الله أيضا؛ وهكذا فالله غفور رحيم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال تعالى:" إن عبدا أصاب ذنبا، وربما قال: أذنب ذنبا، فقال: رب أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفر لي ، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا، أو أذنب ذنبا، فقال: رب أذنبت -أو أصبت- آخر فاغفره؟ فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا، وربما قال: أصاب ذنبا، قال: قال: رب أصبت - أو قال: أذنبت - آخر فاغفره لي، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ، ثلاثا ، فليعمل ما شاء " رواه البخاري.

- واعلم يقينا أن الله يقبل من جاء إليه تائبا، وعفو الله أعظم من كل ذنوب الإنسان مهما كانت وكثرت، قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} فلا تقنط من رحمة الله؛ فإن الله يقبل من جاء إليه تائبا مصلحا من حاله.

- واعلم -أخي الكريم- أن هناك من العوامل التي تعين الإنسان إلى عدم العودة إلى الذنب، والتي منها:
1- عمل الصالحات (إن الحسنات يذهبن السيئات) وروى أحمد والترمذي عن معاذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن).
2- استشعار قبح الذنب وضرره في الدنيا والآخرة.
3- أن يبتعد عن مكان المعصية، والأسباب المهيجة للعودة إلى الذنب، وأن يترك مجالسة رفقاء السوء الذين يعينونه على المعصية، وأن يجالس الرفقة الصالحة، فقد روى مسلم عن أبي سعيد في حديث قاتل المئة نفس، أن العالم الرباني أفتى القاتل: (ومن يحول بينك وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء).
4- المداومة على ذكر الله تعالى.
5- إتلاف الأدوات التي كان يمارس بها المعصية، أو الابتعاد عنها إن وجدت.
6- قراءة الآيات والأحاديث والقصص المخوفة للمذنبين.

- وأمر آخر: ما كان ينبغي لك أن تدعو الله أن يحرمك من شيء تحبه وتتمناه؛ فقد يكون فيه خير لك، فهذا الدعاء لا يعينك على ترك المعصية، ثم قد يستجيب الله لك فيصيبك الحزن عند فوات ما كنت تحبه، ولذلك عليك أن لا تكرر هذا الدعاء مرة أخرى، وليس هناك وسيلة لرد الدعاء الذي دعوت به سوى أنك تسأل العفو والعافية، وتكثر من الاستغفار.

- وأما مسألة العهد، وكونك عدت إلى الذنب مرة أخرى: فيلزم شرعا كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين؛ لأن العهد نذر، وإذا لم تف بالعهد فيلزم الكفارة.

- والأمر الأخير مسألة القدرة على الاستذكار: فهذا يحتاج منك إلى الاستعانة بالله تعالى، والإكثار من قول لا حول ولا قوة الا بالله، وحسن تنظيم وقتك، ومجالسة زملاء همتهم عالية في القراءة، واختيار الأوقات المناسبة، والتدرج في الاستذكار بتقسيم أي مادة إلى وحدات يحدد لكل وحدة زمنا معينا.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات