السؤال
أخي الصغير عمره 23 عاما، طيب، وشخصيته ضعيفة، ويسمع كلام أي صديق، لكن لا يسمع كلام أبويه وإخوته! كاذب ويختلق أكاذيب مع عدم الذكاء، فنكتشف الكذب، لكنه يتمادى، وأي بنت تقول له كلمة حب يميل قلبه بسهولة، ويعادي أهله حتى يرضيها، وأبي يلبي له كل طلباته! أبي يعرف أنه كاذب وهو بفعله هذا يزيد من وضع أخي سوءا ويشعره أنه يصدقه، ويخشى من الضغط عليه، أو أن يرفض له طلبا فيهرب من البيت لو رفض طلبه.
ما الطريقة السليمة لعلاج الكذب؟ وكيف نتعامل معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم إنجي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من خلال وصفك لأخيك وطريقة تعامل أهله معه يظهر أنه شخصية مدللة منذ صغره، وأن تعامل الوالدين معه بهذا الأسلوب منذ طفولته سبب من أسباب اتصافه بهذه الصفات، ومشكلته ليست الكذب فقط، بل التمرد والعناد ومحاولة الحصول على طلباته بتخويف والده بالهروب، وعليه فلا بد من معالجة أسباب هذه المشكلة من خلال:
1. إشعاره بالمسؤولية، وأنه قد أصبح رجلا، والتعامل معه كرجل، وتشجيعه على ذلك من خلال الحوار الهادىء المفتوح معه من قبل والده إن أمكن، أو من قبل شخص يثق فيه ويحترمه من الأقارب، بحيث يتم معه في هذا الحوار:
- إشعاره بأهمية الصدق وحرمة الكذب وآثاره الوخيمة على الإنسان في الدنيا والآخرة من خلال سرد آيات وأحاديث الأمر بالصدق والحث عليه والنهي عن الكذب.
- إشعاره أيضا بضرورة بر والديه وطاعتهما، وعدم العصيان لهما، وأن العقوق لهما من أكبر الكبائر من خلال سرد الآيات والأحاديث الواردة في ذلك.
2. غض الطرف عن بعض هفواته تدريجيا، وإعطاؤه فرصة للتراجع، وعدم إحراجه في بعض المواقف حتى يصمم على رأيه فيها، لأن صفة العناد ظاهرة فيه.
3. إشراكه في برامج تطوير الذات وتشجيعه على تطوير قدراته الذاتية، من خلال تكليفه ببعض المشاريع التي تساعده على تحمل المسؤولية.
4. ربطه برفقة صالحة من الأصدقاء الذين في سنه، وتشجيعه على التواصل الاجتماعي مع الناس، وإبعاده عن الانزواء والانطواء ورفقة السوء.
5. لا بد من استخدام الحزم والشدة معه أحيانا، حتى يشعر أن التدليل قذ ذهب وقته.
6. الدعاء له بالصلاح والاستقامة من قبل الوالدين، فالهداية بيد الله سبحانه.
أسأل الله العظيم أن يصلح حاله، ويوفقه لما يحب ويرضى.