آلام متوسطة أعلى الصدر عند الحركة.. هل سببها هرمون الحليب؟

0 124

السؤال

أعاني منذ 3 شهور من آلام متوسطة أعلى الصدر الأيمن والأيسر، وفي الغالب في الأيمن، ويتركز بالأعلى، أحس به مع الحركة أحيانا، وأحيانا لا أحس به، وأثناء النوم لا أشعر بوجود الألم إلا نادرا، وحين أنام على جهة الألم أحس به.

الألم ينتقل بالصدر أحيانا بالجهة اليمنى، ويكون وخزا بحلمة الثدي، وأحيانا شدا بالإبط، ثم ينتقل أعلى الصدر، ويختفي الألم ويأتي بالجهة اليسرى بجدار الصدر، وأحيانا الحلمة والإبط، وأحيانا يتمركز بمنتصف الصدر، طيلة هذه الفترة ذهبت 3 مرات لدكتورة النساء لفحص الصدر -والحمد لله- لا توجد مشكلة عدا ارتفاع بهرمون الحليب، كانت النسبة 250 وقالت إنها نسبة طبيعية لامرأة حديثة الولادة، ومضى على ولادتي 8 أشهر، وذهبت لدكتور العظام والجراحة العامة الباطنية، قال إنه يحتمل أن سببه تمزق عضلات، وبدون إجراء فحوصات فقط من الوصف.

دكتور العظام صرف لي علاج للروماتيزيوم استمررت عليه عشرة أيام، وذهب الألم، ولكنه عاد بعد أسبوعين، وسبب لي العلاج آلاما وحرارة بالمعدة، عدت لدكتور باطنية وعملت سونارا للبطن وتحاليل دم، -والحمد لله- لا توجد سوى غازات في القولون، وطلب إجراء فحص جرثومة المعدة، ولم أفحص وقتها.

أنا لا أصدق أن سبب تمزق العضلات بسبب وخز الحلمة، وألم الإبط، هل له علاقة بالتمزق؟ وهل التمزق يستمر لفترة طويلة؟

قبل بداية الألم منذ 3 شهور حدثت لي آلام بالإبط بسبب مضاد التعرق استعملته بالخطأ وأنا لا أستعمله في العادة؛ لأنه يسبب لي آلاما وحبوبا بالإبط، استعملته لوقت طويل وسبب لي تلك الفترة حبوبا تحت الإبط، وحبوبا على الجلد، وآلاما تذهب وتختفي بالإبط، وخفت معي بمجرد قطعه، وعدم استعماله وبالتدريج عاد الإبط طبيعيا، وأتى بعده مباشرة الألم الذي أشكو منه الآن.

أصبحت محتارة وخائفة، لا أعلم الآن ما سبب الألم؟ ولماذا لا يذهب؟ وهل سوف يسبب لي أمراضا إن لم أعالجه وخاصة أن الذي يصرفونه لي دهان موضعي، ومسكن ومضاد ولا تنفع المسكنات فيه.

هل سببه من هرمون الحليب أم من تمزق أم مشكلة بالإبط؟ وقال لي البعض المعدة والقولون العصبي يسبب لي مثل هذه الآلام والاكتئاب، لا أشكو من أي شيء عدا غثيان خفيف يأتي أحيانا ويختفي.

أرجو حل مشكلتي، فقد أصبحت أعاني من اكتئاب من بداية هذه المشكلة ووسواس بالأمراض؛ فأكثر ما يخيفني الألم الذي لا أعلم سببه ولا يذهب بالعلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

الحمد لله أنه قد تم فحصك من قبل طبيبة النساء والتوليد، وتم استبعاد أي مشكلة في نسيج الثدي، فكما تعلمين أن نسيج الثدي يمكن أن يكون مؤلما في فترة الدورة الشهرية، أو بسبب وجود أكياس داخل الثدي إلا إنه -ولله الحمد- لم يظهر فحص الثدي لدى طبيب أمراض النساء أي مشكلة في الثدي نفسه.

وبما أن الآلام تصل إلى أعلى الصدر والإبط وتزيد عندما تنامين على جهة الألم، فهذا يشير إلى أن الألم من جدار الصدر، وآلام جدار الصدر شائعة جدا، وهي يمكن أن تكون بسبب كبر حجم الثديين، أو بسبب حمالة الثدي، أو من عضلات الصدر التي يمكن أن تسبب زيادة إجهادها، أو بسبب سعال متواصل، أو بسب حمل أشياء ثقيلة، أو التعرض لتيار بارد، أو أحيانا أن يكون هناك التهاب في أحد مفاصل الصدر، فكل هذه يمكن أن تسبب آلاما في جدار الصدر.

ومن الأمور الشائعة هو حصول آلام في العضلة الصدرية الكبرى, ويمكن أن ينتشر هذا الألم لمنطقة الكتف وأحيانا الذراع والإبط، ويزيد مع حركة الكتف وبالفحص الطبي يكون هناك ألم بالضغط على العضلة، أو في وضعيات معينة، وليس بالضرورة أن يكون هناك تمزق في العضلة إلا إذا حصل رض مباشر، أو كان هناك شد مباشر على العضلة.

معظم هذه الآلام تتحسن تدريجيا، وأهم شيء في هذا الألم هو عدم تخوف المريض؛ لأن كثيرا من المرضى يحصل عندهم تخوف وقلق من هذه الآلام، وخاصة أنه لا يوجد أي تحليل أو صورة لتظهر آلام العضلات، ومع القلق والتوتر يزداد إفراز الادرينالين، وبالتالي يزيد آلام شد العضلات حيث إن عضلات الصدر من أكثر العضلات تأثرا بالتوتر، ولذا فكثير من الناس يحس بكتمة في الصدر، أو انقباض عندما يقلق أو يسمع خبرا، وهذا بسبب تقلص عضلات الصدر، وعندما يفرح الإنسان يحس بانشراح في صدره، وعلى الرغم من كل هذا معنوي إلا إن لعضلات الصدر دور في ذلك.

ما يطمئن أن الفحص الطبي -ولله الحمد- لم يظهر أي شيء يكون محل قلق، ولذا فإن هذا يشير كما ذكرت إلى أن المشكلة كما أخبرك الأطباء بعد الفحص هي مشكلة في جدار الصدر، ولذا فإنها ومع الوقت بإذن الله ستتحسن.

عليك بتجنب الأوضاع والوضعيات التي تزيد الآلام، وتناول المسكنات الخفيفة مثل الباراسيتاميول أو مرخي عضلات مثل myogesic لعدة أسابيع حتى يختفي الألم - بإذن الله -.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات