أعاني من قلق وحزن من الرهاب الذي أعيشه، فهل من علاج لحالتي؟

0 99

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على جهودكم الرائعة في الاهتمام بالإجابة الكافية الوافية.

سؤالي للدكتور محمد عبد العليم.

أنا فتاة، بعمر 27 سنة، أعاني من قلق وحزن بسبب الرهاب الاجتماعي، لا أريد أن أخجل أو أضعف أمام الآخرين، أو يشعر أحد بأني ضعيفة، أو يضحكون على كلامي، خائفة قلقة، فأنا في كل خروج أتصنع السعادة والضحك، بينما بداخلي أعصابي مشدودة، غير مرتخية، قلقة، حساسة جدا، لا أحب أن يخبرني أحد لماذا فعلت كذا أو كذا؟ لماذا خجلت؟ أو خفت؟ فأنا أفكر بالأمور التي تحدث لي بالشهور، لا أنساها أبدا، خصوصا إذا احمر وجهي، أو تلعثمت، أو لم أرد على من يقسو علي، أو عند شعوري بالضعف أشعر أني غير كفؤ لبناء أسرة، فأنا لا أحب لفت الأنظار إلي، أو تركيز الأنظار علي.

كرهت الزواج لهذا الأمر، فقط كي لا ألفت الأنظار علي، عندما أتزوج أو أنجب أشعر بالنقص جدا، وعدم الثقة، وعدم الاتزان في الشخصية، لا أعلم ماذا أفعل؟ فليس لدي المقدرة المادية للذهاب للدكتور الذي وصف لي الدواء لعمل جلسات سلوكية، فقد وصف لي سبرام 40، واستخدمته لمدة شهر، ولم أشعر بتحسن أبدا، فقلت له أريد سيروكسات، وأنا الآن في طور تبديل الدواء، فأنا آخذ حبة من السيروكسات 25 ملجم، وحبة من السبرام، قال لي دكتوري لمدة 3 أسابيع، ثم حبتين من السيروكسات تساوي 50 ملجم، لكن لدي قلق شديد من أن يخبرني أحد: هيا بنا لنجتمع بمنزل فلان، كل يوم أحمل هم هذا الأمر، أريد المنزل فقط، عندما يقولون لي هيا بنا لنجتمع أشعر بموتي يقترب، أستخدم أندارل صباحا ومساء 10 ملجم، ولكن النتيجة ضعيفة جدا.

وشكرا لكم لإتاحة الفرصة لسؤالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية..

من الواضح أن لديك درجة متوسطة من قلق المخاوف، وهو في جله ذو طابع اجتماعي وسواسي، والذي ألاحظه أنك شديدة الرقابة على ذاتك وعلى تصرفاتك، وعلى علاقتك بالآخرين، الإنسان يجب أن يتخلص من هذه اليقظة الشديدة في مراقبة ذاته، والإنسان لا يراقب نفسه إلا في طاعة الله بهذه الكيفية التي تتحدثين عنها.

مفهومك خاطئ عن ذاتك، لماذا تقللين من قيمة ذاتك، أنت لست بأقل من الآخرين بأي حال من الأحوال، وأنا متأكد جدا أن الناس لا تشغل نفسها بك، أو بشؤونك بنفس الكيفية التي تعتقدين أنت أن الناس ينشغلون بك، لأن الناس لها مشاغل ومشاكل كثيرة جدا، فقللي من هذا القلق النفسي المصطنع، والذي أسقطته على ذاتك.

عيشي الحياة بكل بساطة، بكل سهولة، كوني إنسانة ودودة مع نفسك، ويجب أن تثقي في نفسك، ويجب أن يكون لك أنشطة أسرية تتعلق بالأعمال أكثر من الأفكار، أن ترتبي المنزل، أن تكوني إنسانة غير مهمشة، أن تكوني بارة بوالديك، هذا يعطيك ثقة كبيرة جدا في نفسك، وأيضا تخلصي من الفراغ -الفراغ الزمني والفراغ الذهني- القراءة، الاطلاع، العبادة، هذه كلها تعطي الإنسان أريحية كبيرة في حسن إدارة الوقت.

مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن هذه كلها تعطيك الثقة في نفسك وتجعلك تؤهلين نفسك اجتماعيا؛ مما يجعلك إن شاء الله تعالى تعيشين بقبول إيجابي جدا لذاتك، وفي نفس الوقت تحسين أن ذاتك بدأت في التطور الإيجابي.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت أيضا في حاجة لتطوير ما نسميه بالذكاء الوجداني، والذكاء الوجداني من خلاله يتعلم الإنسان كيف يتعامل إيجابيا مع نفسه ومع الآخرين، توجد كتب كثيرة جدا للذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي، من أفضلها كتاب (جولمان) فأرجو أن تتحصلي على هذا الكتاب، أو أي كتب أخرى تتعلق بالذكاء العاطفي، وسوف تفيدك تماما، أيضا أريدك أن تتعلمي ما نسميه بصرف الانتباه من خلال حضور الذهن، مثلا حين تفكرين سلبيا عن نفسك، أو تتخوفين، انقلي تفكيرك لشيء آخر تماما، مثلا ابدئي في عد التنفس لديك لمدة دقيقتين، كم من الشهيق، كم من الزفير، وتأملي في هذا الهواء الذي يدخل في الرئتين، وما هي وظيفة الرئتين؟ وكمية الأوكسجين الذي تحمله؟ وهذا الخلق الإلهي الإبداعي العظيم، تأملي في هذا، هذا يصرف انتباهك تماما عن القلق والتوتر والفكر السلبي وهكذا، هذا نوع من السلوكيات النفسية الإيجابية جدا، التدريب على تمارين الاسترخاء سوف يفيدك كثيرا، يمكن أن تتطلعي على أي موقع في الإنترنت يتكلم عن تمارين الاسترخاء أو يمكنك أن ترجعي إلى استشارة إسلام ويب والتي رقمها 2136015، أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات دواء رائع جدا، والجرعة التي تتناولينها جرعة كبيرة حقيقة إذا كنت تتكلمين عن الزيروكسات سي أر، فيجب ألا تزيد من 25 مليجرام في اليوم.

أنت لست في حاجة لأكثر من ذلك، واجعلي الأندرال حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعليها حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله، أما الزيروكسات سي أر 25 مليجراما فاستمري عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى 12.5 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم 12.5 يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، كوني إيجابية في تفكيرك، أفكارك عن الزواج والإنجاب يجب أن تكون أكثر إيجابية، وعموما أقول لك أن الحياة طيبة، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات