مشكلة عائلة لا يتزاورون فيما بينهم ولا يحسنون استقبال ضيوفهم

0 442

السؤال

مرحبا، أود طرح قضية هذه العائلة لتفضلكم بالإجابة الوافية.
عائلتنا لا يزور بعضهم بعضا ولو عن طريق الهاتف، ولا يوصلون سلاما إلى بعضهم البعض، حتى المقربين الأخوات والإخوان، وكل فرد يشتكي للثاني من عدم استقباله وضيافته.
وأنا شخصيا عندما أزور أحدهم وفي كل الأوقات يبدون اشتياقهم إلي، وعند زيارتي لهم يتركونني في معظم الأحيان وحدي ولا شخص يجلس معي! هذا غير إذا ما لقيت كلمات جارحة مثل انتقاد أو غيره، مع العلم أني أستقبلهم جيدا، فإنني أتأسى لطيبتي الزائدة، أحب الناس بإخلاص وألاقي عدم الاهتمام من قبلهم، هذه قصتي التي سببت لي الكآبة، أصبحت أكره معاشره الناس بسبب تصرفاتهم الغريبة، راجية تفضلكم بالإجابة، وشكرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ H حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الواصلين الذين يصلون أرحامهم ويحسنون إليهم ويصبرون على أذاهم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومع الأسف الشديد يوجد بعض الناس يحملون مثل هذه الصفات الذميمة، وهم في الواقع ضحايا تربية غير سوية، وعلاقات غير مستقرة؛ لأن مثل هذه الأمراض يصاب بها الإنسان من بيئته التي وجهته هذه الوجهة الخاطئة، وأشعرته بأن هذه الطريقة هي الطريقة المثلى للتعامل مع الأقارب والأرحام، ومما لا شك فيه أن هذا مخالف للشرع والعرف، بل أن قطيعة الرحم وعدم الإحسان إليها من صفات الكافرين والعياذ بالله، ولقد توعد الله فاعلها باللعن والعذاب الأليم، وذلك بقوله تعالى: (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ))[محمد:22-23]، ولذلك أرى ضرورة بذل مزيد من الصبر والتحمل منك، حتى تستطيعين مساعدة هؤلاء المساكين، فاجتهدي في وصلهم وزيارتهم والإحسان إليهم على قدر استطاعتك، وأتمنى أن تحاولي الاستفادة ممن هم مثلك يحبون الوصل ويرغبون في تعديل الوضع، حتى ولو كانوا من صغار السن، فحاولي تشكيل جبهة معارضة لهذه التصرفات، وابدءوا معا حملة الإصلاح، لأنك وحدك قد لا تستطيعين ذلك، ويد الله مع الجماعة، ولا تيأسي، فحاولي واجتهدي، وعليك بالصبر الجميل؛ لأن مثل هذه الأمراض المتأصلة فيهم يصعب علاجها في فترة قصيرة من الزمن، وإنما تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير، فاستعيني بالله ولا تيأسي، وخذي بالأسباب، وبيني لهم خطر ما هم عليه، وحاولي الاستفادة من كل من يحمل نفس فكرتك، وتأكدي من أنكم سوف تكونون السبب في إصلاح هذا الخلل وعودة المياه إلى مجاريها، ولك على ذلك عظيم الأجر وجزيل الثواب من الله تعالى، واعلمي أنك قادرة على ذلك، وأن الله معك ولم ولن يتخلى عنك، فأكثري من الدعاء لهم بصلاح الحال، ولنفسك بالتوفيق في مهمتك النبيلة ومساعيك الحميدة.

وبالله التوفيق.



مواد ذات صلة

الاستشارات