الحياة لدي باردة بلا معنى

0 117

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 24 سنة، عاطل عن العمل.

أعاني منذ أسبوع من سؤال يشغل بالي، ولا أقدر أن أطلع من البيت، فقط أصلي وأرجع للبيت، ولا أقوم بعمل شيء، السؤال هو: كلنا سيموت، لا نعلم متى، ربما الآن، غدا، بعد غد، الموت سيأتي لا محالة، فلماذا نتعب في هذه الحياة ونرسم طموحات كبيرة جدا؟ ألا يكفينا لقمة نأكل منها ونعيش بسعادة مع من حولنا؟ لماذا نفكر بطموحات كبيرة جدا، ونمضي الليل نخطط ونرسم، ونعمل بجهد أكثر مما يستحق! بالنهاية سنموت، سندفن، حتى لو ظل اسمنا موجودا في هذه الحياة، فما الفائدة من وجوده ونحن ميتون؟

الحياة صارت عندي أقوم من النوم، وأرجع أنام، يعني كل يوم هو نفس الذي قبله، والله تعبت، حتى أنني حصلت على وظيفة ولم أذهب لها بسبب هذا السؤال، أريد مساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك أخي الكريم؛ ونسأل الله أن يتولاك بحفظه؛ والجواب على ما ذكرت يكمن في الآتي:

- لاشك أن الموت هو مصير كل مخلوق وإن أتى لا محالة كما قال تعالى " كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون" وعليك أن تعلم أن الله هو الذي خلق الموت والحياة؛ وذلك ابتلاء واختبارا لعباده؛ فقال تعالى " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور".

- ثم أعلم أيضا أن الله تعالى قد أخفى عن عباده موعد موتهم حتى يكونوا في أتم الاستعداد له؛ ولما يكون بعده من حساب في الدار الآخرة؛ قال تعالى" إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".

- وأما ما طرأ عليك من أفكار وبأنه لا داعي للعمل أو خلافات مع الآخرين بما أننا سنموت؛ فهذه أفكار ينبغي الخلاص منها، لأنها أفكار تقعدك عن العمل؛ وتورثك التشاؤم؛ ومما يعينك على الخلاص من هذه الأفكار السلبية أن تعلم أنك محاسب على عمرك وعلى وقتك، ولابد أن تشغله بكل طاعة وعمل نافع؛ وأن تعلم أن الأنبياء والمرسلين والصالحين على مر العصور مازالوا ولا يزالون يحافظون على أوقاتهم ويعملون؛ دعوة وجهادا وعبادة وطاعة؛ ولم يتوقفوا عن العمل انتظارا للموت.

- وعليك أن تعلم أن ترك العمل يدل على العجز والكسل؛ ويعد من مداخل الشيطان على النفس، حتى يجعل من يستجيب لتلك الوسواس خاملا لا خير فيه؛ ثم عليك أن تعلم أن أعداء الإسلام يمكرون بأمتنا ليلا ونهارا؛ ولا يليق بنا نحن المسلمين أن نترك العمل بحجة انتظار الموت؛ فإننا إن تركنا العمل فقد سمحنا لهم بالظهور علينا والعبث بنا؛ ويتصرفون بنا كما يشاؤون.

- وأما قولك "الحياة صارت عندي أقوم من النوم، وأرجع أنام، يعني كل يوم هو نفس الذي قبله، والله تعبت، حتى أنني حصلت على وظيفة ولم أذهب لها بسبب هذا السؤال، أريد مساعدة" الذي يمكن أن يساعدك للخلاص من هذا التفكير؛ هو أنه لابد أن يكون لك هدف سام وطموح تسعى له في حياتك؛ وتخطط للوصول إلى هذا الهدف؛ وتقوم بتنفيذه على مراحل من حياتك؛ ثم عليك أن تحتسب ما تقوم به من عمل في وظيفتك، وأنك تريد أن تكسب منها رزقا حلالا؛ وأن تصلح في حال أمتك من خلالها.

- ثم عليك أن تعلم أن نظرتك للوظيفة السلبية يجعلك شخصية غير منتجة، وتفقد الفاعلية والإبداع المطلوبين منك؛ ثم نخشى أن تكون قدوة سيئة لغيرك؛ لذلك ننصحك بترك هذه النظرة الخاطئة للحياة؛ فالحياة دار عمل وهي مزرعة للآخرة؛ والآخرة دار الحساب والجزاء.

- أخيرا أوصيك أخي الكريم أن تطلب العلم الشرعي؛ وأن تصحب أهل الهمة العالية؛ والجادين في حياتهم؛ وأن تسأل الله أن يصلح حالك.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات