السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أنام سبع ساعات ونصف، وهذا نظامي اليومي، وأريد المحافظة على صلاة الفجر، وأيضا عدم تقطيع نومي، فماذا أفعل؟
السلام عليكم.
أريد أن أنام سبع ساعات ونصف، وهذا نظامي اليومي، وأريد المحافظة على صلاة الفجر، وأيضا عدم تقطيع نومي، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا وسهلا بك -أخي الكريم-، لاشك أن النوم المبكر، وأخذ قسط واف منه؛ سيكون لك عونا على المحافظة على صلاة الفجر في وقتها، ومما يعين على المحافظة على صلاة الفجر في وقتها: النية الصالحة وأنك تريد بصلاتك وجه الله، ومما يعين المعرفة لفضل صلاة الفجر وما فيها من الخير، وإليك طرفا من تلك الفضائل:
فعن بريدة الأسلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة" [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]، وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" [رواه مسلم] فإذا كانت سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها فكيف بصلاة الفجر!! فلا شك أنها أعظم أجرا.
وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خرج من بيته إلى المسجد كتب له بكل خطوة يخطوها عشر حسنات، والقاعد في المسجد ينتظر الصلاة كالقانت، ويكتب من المصلين، حتى يرجع إلى بيته " [ أخرجه أحمد ].
حضور الملائكة، قال جل في علاه: { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } [ الإسراء78 ]، وقال صلى الله عليه وسلم: " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " يعنى الفجر والعصر " [ رواه مسلم ].
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة - يعنى البدر - فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون -تضارون- في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا" يعني الفجر والعصر، ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}، قال إسماعيل -أحد رواة الحديث- افعلوا لا تفوتنكم [ متفق عليه ].
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله" [رواه مسلم].
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه، صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه" [رواه أحمد].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الغداة -الفجر- في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم" [ رواه مسلم ]، ومعنى في ذمة الله أي في حفظ الله ورعايته، كما أن المحافظة عليها في وقتها، ومع الجماعة السلامة من النفاق، فعن عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلا يؤم الناس، ثم آخذ شعلا من نار، فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد رواه البخاري برقم 657.
ومما يعين على المحافظة على الصلاة: النوم على طهارة، وقراءة أذكار النوم، وإذا انتهيت منها فأكثر من الاستغفار حتى تنام، ومما يعين أيضا أن تضع لك منبها ينبهك للصلاة، وأنت تتعاون مع غيرك ممن يسكن معك على الإيقاظ للصلاة.
- وأما مسألة النوم بهذه المدة التي ذكرت؛ فأظن أن النوم سيكون كثيرا، لو جعلت النوم ست ساعات ليلا، وساعة في النهار يكون هذا أفضل، لكن المهم أنه لابد من قطع النوم وإن لم تنم النوم الكافي حتى تقوم لصلاة الفجر، فلا ينبغي أن يكون عندك النوم أهم من الصلاة، بل يصبح النوم في حقك محرما إذا كان سببا لتضييع الصلاة.
وفقك الله لمرضاته.