السؤال
السلام عليكم
أبلغ من العمر 25 سنة، لدي اكتئاب، وقلق وخوف، ووسواس في العقيدة، وذهبت إلى طبيب نفسي، فشخص الحالة وسواس قهري، وصرف لي سيروسكات 20 ، وانفرانيل 10 لكني أخاف من الأنافرانيل؛ لأنه يسبب خمولا وكسلا وأرغب بتبديله بالفافرين، فكم الجرعة للفافرين؟
علما أن الدكتور خارج مدينتي، وليس لدي مال لأذهب إليه، وإلى الآن لم أستخدم العلاج خوفا من الأنافرانيل.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: لا أريدك أن تعتمد فقط على العلاج الدوائي لعلاج الوسواس، نعم الأدوية تفيد، وتفيد بصورة ممتازة، لكن لا بد أن تكون شخصا متفائلا، إيجابي التفكير والأفعال والمشاعر، مهما بلغ بك الاكتئاب والخوف والوسوسة حاول أن تكون إيجابيا في كل شيء، هذا مهم جدا - أخي الكريم - كعلاج.
والوسواس يجب أن ترفضه، ألا تناقشه، أن تغلق الباب أمامه، ويجب - أخي الكريم - أن تكون شخصا فعالا على النطاق الأسري والاجتماعي، وفي محيط وظيفتك أو دراستك، واحرص على الصلاة في وقتها، والدعاء والذكر، وضع لنفسك خارطة لإدارة الوقت، وفكر في المستقبل بصورة إيجابية. هذه - أخي الكريم - علاجات مهمة جدا وضرورية.
الرياضة أيضا ممارستها مهمة لترتقي بصحة الإنسان النفسية، والرياضة تساعد على إفراز مواد كيميائية إيجابية كثيرة على مستوى الدماغ، وهي تسمى بالموصلات والمرسلات العصبية، فاحرص على هذه الخطط العلاجية.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فتوجد عدة أدوية، وأنا أتفق معك دواء واحد قد يكون أفضل، لا داع للفافرين في هذه المرحلة، الزيروكسات دواء طيب وممتاز، ابدأ فيه بجرعة عشرة مليجراما (نصف حبة) يوميا لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا، ثم بعد أسبوعين اجعلها حبتين، أربعين مليجراما ستكون هي الجرعة العلاجية الصحيحة لعلاج الوسواس المصحوب بالاكتئاب والخوف.
استمر على هذه الجرعة شهرين أو ثلاثة مثلا، سوف تحس بتحسن ممتاز، خاصة إذا طبقت الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك.
بعد انقضاء هذه المدة اجعل جرعة الزيروكسات حبة واحدة كجرعة وقائية، استمر عليها مثلا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك الجأ لأسلوب التدرج في التوقف عن الزيروكسات، لأن الزيروكسات إذا لم تتدرج في التوقف عنه قد يسبب لك أعراضا انسحابية تؤدي إلى القلق والتوتر.
اجعل الحبة الواحدة - التي ظللت تستعملها لمدة ستة أشهر - نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضا، ثم توقف عن تناول الدواء.
بهذه الكيفية - أيها الفاضل الكريم - تكون قد طبقت الأسس العلمية لتناول الدواء، والاستمرار عليه كجرعة وقائية ثم التوقف عن تناوله.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرته لك وبالدواء الذي وصفناه لك، وأتفق معك لا داع للأنفرانيل، ولا داع للفافرين، والخيارات الدوائية كثيرة جدا حقيقة فيما يتعلق بعلاج الخوف والوسوسة، لكن الزيروكسات هو أحد أفضل الأدوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.