السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب متزوج عمري ٣٤ سنة، منذ قرابة الستة أشهر وأنا أعاني من ألم أعلى البطن، مع جفاف في الحلق، وغازات طفيفة، وألم في الصدر، وألم في القلب، مع خفقان شديد، وتوتر شديد، ووسواس حاد جدا، مع العلم أني عملت منظار المعدة قبل أربعة أشهر، وكانت النتيجة أني أعاني ارتجاعا في المريء، بسبب ضعف عضلة المعدة القابضة، مع وجود تقرحات في فم المعدة، مع التهاب في المعدة وقرحة في الاثني عشر.
أخذت العلاج طول المدة -كما قال الطبيب- ولكن معاناتي كما هي، وراجعت أكثر من دكتور، وعملت فحوصات الغدة ووظائف الكبد والكلى والمرارة، وكلها سليمة، وزني صار ينقص بشدة خلال شهور فقط من ٨٧ إلى ٦٩ كيلو، وأحيانا أحس بنبض في بطني، وأنا في معاناة شديدة.
مع العلم أني في آخر فترة زرت فيها الأطباء قالوا لي إني أعاني من القولون العصبي والتهاب في المعدة، وآخذ الأدوية، ومازلت أعاني من الأعراض، لكن بصورة أخف، ولكن الوسواس مازال موجودا، وكذلك الخوف والتوتر والأرق في النوم.
أفيدوني لو تكرمتم، صار عندي هلع وخوف ووسواس من المرض والنوبات التي أمر بها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: الجانب النفسي واضح جدا في حالتك، وهو يفسر معظم أعراضك الجسدية المرتبطة بالجهاز الهضمي، وما يسمى بالقولون العصبي في معظم الأحيان منشؤه نفسي، والتسمية الصحيحة هو (القولون العصابي) أي الناتج من القلق والتوتر، وقطعا توجد نظريات أخرى للقولون العصابي، لكن معظم الدراسات المعتبرة تشير إلى الدور الكبير الذي يلعبه القلق النفسي، خاصة ما يسمى بالقلق النفسي المقنع – أي المكتوم – والذي لا يعبر صاحبه عن مشاعره بصورة صحيحة.
الشعور بألم الصدر هو ناتج أيضا من تقلصات عضلية تحدث في القفص الصدري، وهي نتيجة لتوتر لهذه العضلات الصدرية، وسبب التوتر هو التوتر النفسي، وما وصفته بألم القلب هو ألم عضلي حقيقية وليس ألما في القلب، والخفقان قطعا ناتج من القلق والتوتر والخوف الذي يؤدي إلى نشاط زائد في الجهاز العصبي الثمثاوي – الجهاز العصبي اللاإرادي – وحين يزيد نشاطه تفرز مادة الأدرينالين، وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب.
أخي الكريم: أنا أرى أنه سيكون من الجيد أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، هذا لا يعني أنك مريضا نفسيا، لكن قطعا الطب النفسي سوف يقدم لك الكثير، أنت تحتاج حقيقة لمضادات الوساوس والقلق والخوف، وأيضا تحتاج لأن تقوم ببعض الممارسات السلوكية المهمة، وهذه يمكن أن أذكرها لك، أهمها:
- أن تكون إيجابيا في تفكيرك.
- أن تنظم وقتك.
- أن تحرص على النوم الليلي المبكر.
- أن تتجنب النوم النهاري.
- أن تمارس أي نوع من الرياضة.
- أن تكثف من التواصل الاجتماعي، والحمد لله تعالى الناس في السودان تتواصل كثيرا، فاحرص على بناء صداقات وعلاقات اجتماعية رصينة.
- احرص على الصلاة في وقتها في المسجد مع الجماعة.
- يجب أن تكون لك آمال وطموحات وخارطة لإدارة الوقت ولإدارة المستقبل.
هذه يا أخي كلها علاجات مهمة؛ لأنها تصرف الانتباه كلية عن الأعراض المرضية.
إذا لم تتمكن من زيارة الطبيب النفسي فهنالك دواء يسمى (سيرترالين)، وهو موجود في السودان، هذا دواء ممتاز، وهنالك دواء آخر مساعد يعرف باسم (ديناكسيت) وهو أيضا موجود في السودان.
السيرترالين تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول السيرترالين. هذا من أفضل الأدوية التي تعالج نوعية الأعراض التي تشتكي منها، وهو سليم، وغير إدماني، فقط قد يفتح شهيتك قليلا نحو الأكل، وفي ذات الوقت بالنسبة للمتزوجين – وأنت منهم والحمد لله – ربما يؤخر القذف المنوي قليلا عند الجماع، لكنه قطعا لا يؤثر على الصحة الإنجابية.
بالنسبة للديناكسيت – وهو الدواء المساعد – هذا تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين فقط، ثم تتوقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.