أعيش في رعب بسبب الخوف من الجراثيم والتشاؤم بالأرقام!!

0 109

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة لها فترة طويلة، وهي أن لدي خوفا من الجراثيم والبكتيريا، حيث دائما أغسل يدي باستمرار على مدار اليوم، وإذا سقطت منشفة على الأرض مثلا أرميها بسلة المهملات ظنا مني أن الأرض سواء سجاد أو بلاط تحمل جراثيم ممكن أن تنتقل إلى المنشفة وهكذا، ومثلا ألمس طاولة فأغسل يدي بعدها.

وأيضا المأكولات التي -لا قدر الله- تسبب تسمما أخشى منها، فأصبحت أسرف كثيرا من الماء في غسل الطعام، وكثير من الطعام أرميه في سلة المهملات ظنا مني أنها تسبب تسمما، أيضا الخوف من انتقال الجراثيم والأمراض إلى الجسم بشكل عام، ومن المخاوف التي لدي: الخوف من الناس بشكل مفرط، مثل أني أخاف أن أمشي بين نساء في مكان عام ويعتقدن أني أريد إيذاءهن أو أن أعتدي عليهن، فيرفعن علي قضية بالمحكمة -لا قدر الله-، وأنا في الأصل محترم -ولله الحمد-، لا أريد أذية أحد، فأنا لدي مثل هذه المخاوف من أمور المحاكم والقضاء، وأن أدخل -لا قدر الله- في قضايا أنا بريء منها.

وأيضا لدي التشاؤم بالأرقام، مثلا هناك أرقام معينة أتجنبها خشية وقوع شيء -لا قدر الله- فمثلا: عند فتح قفل الجوال أقفله ثم أفتحه مرة أخرى عدة مرات حتى يرتاح قلبي، خصوصا أني أعد فتح وقفل الجوال إلى أن أصل إلى رقم أرتاح له وهكذا!

جميع ما قلته هي نبذة عن المشاكل التي أعانيها، والله أني أعيش دائما في رعب وقلق! فأنا ليس لدي أصحاب وانطوائي عن المجتمع، ويزيد لدي المخاوف والقلق عن ما ذكرت مثل الخوف من الحشرات، ومن انتهاء مدة الطعام، والخوف من نطق بعض الكلمات العادية ظنا مني أنها تضرني، والخوف من أن أتشمت بأحد ظلما وهكذا، مخاوف جديدة تداهمني باستمرار لا أنفك عنها.

ذهبت لطبيب نفسي وقال إن لدي رهابا اجتماعيا ووسواسا قهريا شديدا، فأعطاني سيروكسات سي آر 25 مل حبة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ولكن قبل أخذ الدواء قرأت النشرة فوجدت من أعراضها الجانبية: ضعف الرغبة ومشاكل نوم وغيرها؛ مما جعلني أخاف من الدواء فلم آخذه، ولأن المخاوف مستمرة ذهبت لطبيب عام بعدها وقلت له كل شيء، وأني أخاف من هذا الدواء، فقال لي: لا تقلق من ناحية الأعراض الجانبية فليست دائمة تظهر، وقال لي: إن ظهرت الأعراض الجانبية فتوقف عن الدواء وستذهب الأعراض بتوقفك عنه، وقال لي بالعكس هناك مرضى تحسن نومهم والرغبة لديهم، لأن أمراضهم النفسية ذهبت، وقال لي: إن دواء سيروكسات من أفضل الأدوية؛ لذلك لا تقلق منها.

فمن هنا أستشيركم: هل آخذ الدواء ولا أبالي بالأعراض الجانبية؟ وهل يوجد بديل للدواء؟ وهل يمكنني القضاء على الرعب والقلق الذي أعيشه؟ وهل ما أعيشه مجرد أوهام في نفسي فقط؟

أعتذر على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلا أنت تعاني من قلق وتوتر، ومخاوف وسواسية، ونوع من أنواع الرهاب الاجتماعي، وعلاجها -أخي الكريم- بالأدوية وبالعلاج النفسي، والأدوية معظمها تكون في مشتقات الـ(SSRIS)، وآثارها الجانبية كلها متشابهة وبسيطة، وتكون في شكل آلام في البطن، وشعور بالغثيان في بداية العلاج، ولذلك عادة يستحسن أن يبدأ الشخص بجرعة صغيرة في الأسبوعين الأولين، ثم يزيد الجرعة بعد ذلك، لأن هذه الفترة هي فترة حدوث الأعراض الجانبية للأدوية.

لذلك -أخي الكريم- الزيروكسات مثله مثل بقية الـ (SSRIS) كما ذكرت لك، آثاره تتمثل في آلام البطن والمعدة في بداية العلاج، ولذلك أنا أتفق مع الطبيب أن الزيروكسات ليست له آثار جانبية أخرى، ومعظم المرضى يتناولونه غير وجود مشاكل كثيرة، وللمزيد من الطمأنينة: إذا كانت هناك إمكانية في أن تكسر الحبة وتتناول نصف حبة لمدة عشرة أيام بعد الأكل؛ فهذا يقلل من الآثار الجانبية بدرجة كبيرة، إن لم تحدث معه آثار جانبية على الإطلاق.

ابدأ بنصف حبة لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة واستمر عليها.

الشيء الآخر -أخي الكريم-: تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي، وميزة العلاج السلوكي المعرفي أنه يجعلك تتناول جرعة أقل من الأدوية، وعندما يتم التوقف من الدواء لا تعود الأعراض بإذن الله.

فإذا: توكل على الله، استعمل الزيروكسات CR، فهو أقل آثار جانبية من الزيروكسات العادي، ولذلك هو دواء جيد، ولكن ابدأ بنصف حبة لمدة عشرة أيام، ثم حبة يوميا بعد ذلك لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك اسحبه بالتدريج بخفض ربع الجرعة كل أسبوع. ولا تنس -كما ذكرت لك- العلاج السلوكي المعرفي، جلسات العلاج السلوكي المعرفي، مع الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات